لما كان كتاب "كشف الظنون" من المراجع المهمة التي يرجع إليها الباحثون والمحققون، فقد رأينا من المفيد أن نجمع الأخطاء التي وقع فيها مؤلف الكتاب في أسماء الكتب، ونسبتها إلى مؤلفيها، وذكر مؤلفيها ووفياتهم ونحو ذلك، مما سيأتي بيانه فالباحثون في التراث العربي الإسلامي يثقون بعلم المؤلف ومعرفته، فيقتبسون بعض ما يذكره من غير تدقيق ومراجعة ويستدلون به في أبحاثهم فتصير هذه الأخطاء وكأنها حقائق والأمثلة على ذلك كثيرة:
• نذكر من ذلك مثلا أن المؤلف ذكر "مسند أبي جعفر محمد بن مهدي المديني المتوفَّى سنة ٢٧٢ هـ"، مع أنه لا وجود لمثل هذا المسند في كتب العلم ولا مثل هذا المؤلف، ومع ذلك أدرجه صديقنا العالم الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه "بحوث في تاريخ السنة"، ص ٢٣٦، ولم يدقق هذه المعلومة ثقة بعلم مؤلف هذا الكتاب (١).
• ومن ذلك مثلا أنَّ المؤلف ذكر وفاة تقي الدين التميمي سنة ١٠٠٥ هـ، وهو خطأ، صوابه: سنة ١٠١٠ هـ، فأخذ به محقق كتابه صديقنا العالم الجليل الدكتور عبد الفتاح الحلو عند تحقيق كتابه "الطبقات السنية"، وشاع بين الناس.
• ومن ذلك أن المؤلف نسب كتاب "الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى" إلى الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، فأخذ به العديد ممن كتب عنه، وإنما هو لابنه القاسم.
• ومنه مثلا متابعة الأستاذ عمر رضا كحالة للمؤلف في كثير من أخطائه حتى صار كتابه ضحكة، كما تقدم في كثير من تعليقاتنا على كثير من المواضع التي تابعه فيها على الخطأ.