للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٠٦٩٦ - وللفردوسي (١) أيضًا.

قد (٢) انتهى القَوْلُ بنا فيما حَرَّرْناهُ، وانتجزَ الغَرَضُ الذي انتحيناه، واستُوفِي الشَّرْط الذي شَرَطناه، مما أرجو أنَّ في كُلِّ نَوْعٍ من العُلُوم للطالب مَقْنَع، وفى كُلِّ باب مَنْهَج إلى بُغْيتِه ومَنْزع. وقد سَفَرتُ فيه عن نُكَتٍ وفوائد تُستغرب وتُستبدع، وأوردتُ من النَّوادِر ما لم يُورَد لها قَبْلُ في أكثرِ التَّصانيف مَشْرَع. ووَدِدْتُ لو وَجَدْتُ مَن بَسَطَ قَبْلي الكلامَ فيه أو مُقتَدَى يفيدنيه عن كتابه أو فيه لأكتفي بما أرويه عَمّا أروّيه، والى الله جَزِيل الضَّراعة في المِنَّة في قَبُول ما مَنْه لَوَجْهِهِ والعَفْو عما تَخَلَّلهُ من تَزَيّن وتَصَنَّعَ لغيره، وإن يَهِبَ لنا بجميل كَرَمه وعَفْوهِ ما أودعناه من الكلام على بعض الكتب والمُصَنِّفينَ ومن ذِكْر كُتُب الأوائل وأصحاب الأديان وما يتعلَّق بالمجون والخلاعة والخِذْلان، ويَحْمِي أعراضنا عن نارِه المُوقَدَة بحُرمةِ أمين وَحْيِهِ ويَجْعَلنا ممن لا يُذَاد إذ ذِيدَ عن حَوْضِه، ويجعله لنا ولمن تَهَمَّم باسْتِكتابه سَبَبًا يصلنا بأسبابه وذَخيرةً نَجدُها يوم تَجِدُ كُلُّ نفسٍ ما عَمِلَت مَن خَيْر مُحْضَرًا، نُحرزُ بها رِضاه وجَزِيل ثوابه، ويَحْشرنا في أصحاب اليمين من أهل شَفَاعَتِه، ونَحْمدُهُ تعالى على ما هَدَاني إليه من جَمْعه وألهم وفَتَّحَ البَصِيرة لدرك حقائق ما أوْدَعناه وفَهم، ونستعيده، جَلّ اسمه، من دُعاء لا يُسْمَع وعِلْمٍ لا يَنْفَع وعَمَلٍ لا يُرْفَع، فهو الجَواد الذي لا يَخيبُ مَن أمَّلَهُ ولا ينتصر من خَذَله ولا يَردُّ دَعْوَى القاصدين، ولا يُصْلِح عَمَل المُفْسدين، وهو حَسْبنا ونعم الوكيل، وصلواته على نبيه محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسَلَّمَ تسليمًا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.


(١) الحسن بن إسحاق بن شرفشاه المتوفَّى سنة ٤١٦ هـ، والمتقدمة ترجمته في (٩٦٩١).
(٢) من هنا إلى آخر النص سقط من م، مع وجوده في آخر النسخة بخط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>