للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصر والرُّوم والهِنْد والفُرْس والكلدانيون واليونانيون والعرب والعبرانيون. والثانية بقية الأمم؛ لكن الأنبه منهم الصّين والتُّرك.

وفي "الملل والنِّحل" (١): أنَّ كبار الأمم أربعة: العربُ والعَجَمُ والرُّوم والهند ثم إنَّ العرب والهند يتقاربان على مذهب واحدٍ وأكثر ميلهم إلى تقرير خَوَاصِّ الأشياء والحُكْم بأحكام الماهيات والحقائق واستعمال الأمور الرُّوحانية. والعَجَمُ والرُّوم يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير طبائع الأشياء والحُكْم بأحكام الكَيْفِيّات والكميات واستعمال الأمور الجسمانية. انتهى.

وفي بيان هذه الأُمم تلويحات:

التلويح الأوّل: في أهل الهند.

اعلم أنَّ لونَ الهِنْدي وإن كانَ في أوّل مراتب السودان فصار بذلك من جِبِلَّتِهم إلا أنَّ الله (٢) تعالى جَبَلَهُم (٣) سوء أخلاق السُّودان وفَضَّلَهُم على كثير من الشمر والبيض، وعَلَّلَ ذلك بعضُ أهل التَّنْجيم بأنَّ زُحَل وعُطارد يتوليان بالقِسْمة لطبيعة الهِنْد، فلولاية زُحَل اسودت ألوانهم، ولولاية عطارد خَلُصَت عقولهم وأذهانهم، فهم أهل الآراء الفاضِلة والأحلام الراجحة، لهم التَّحَقّق بعلم العَدَد والهَندسة والطِّبُّ والنُّجوم والعِلم الطبيعي والإلهي، فمنهم البراهمة (٤)، وهي فرقة قليلة العدد، مذهبهم (٥) إبطال النبوات،


(١) الملل والنحل للشهرستاني ١/ ١٠.
(٢) في م: "إلا أنه سبحانه"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) هكذا بخط المؤلف، ولعله أراد أن يكتب "جَنْبَهُم"، فكتب "جبلهم".
(٤) في الأصل: "براهمة" من غير ألف لام التعريف.
(٥) في م: "ومذهبهم"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>