للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عِلمُ الكيمياء

وهو: عِلمٌ يُعرَفُ به طُرُقُ سَلْبِ الخَواصِّ من الجواهرِ المعدنية وجَلْب خاصية جديدة إليها. قال الصَّفَدي في "شَرْح لاميّة العَجَم" (١): وهذه اللَّفظةُ معرَّبة من اللفظ العبراني وأصله: كيم يه، معناه: أنه من الله. وذكر الاختلاف في شأنه، وحاصل ما ذكر أنّ النّاسَ فيه على طرفين، فقال كثير منهم بامتناعه، منهم: الشَّيخُ الرَّئيس ابن سينا، أبطله بمقدماتٍ من كتاب "الشفاء"، والشَّيخُ تقي الدين أحمد بن تَيْمِيةَ صَنَّف رسالةً في إنكارها، وصَنَّف يعقوب الكِنْديُّ أيضًا رسالةً في إبطاله جَعَلها مقالتين. وغيرهم (٢)، لكنهم لم يُوردوا شيئًا يفيدُ الظَّنَّ لامتناعه فضلًا عن اليقين. وذهب آخرون بإمكانه (٣)، منهم: الإمامُ فَخْرُ الدِّين الرّازي، فإنه في "المباحثِ المَشْرِقيّة" عَقَد فصلا في بيان إمكانها (٤)، والشَّيخُ نَجْمُ الدِّين بن أبي الدُّرِّ البغدادي، رَدَّ على الشَّيخ ابن تَيْمِيةَ وزَيّف ما قاله في رسالة. ورَدَّ أبو بكر محمد بن زكريا الرّازي على يعقوبَ الكِنْدي ردًّا غير طائل. ومؤيد الدين أبو إسماعيلَ الحُسَينُ بن علي المعروف بالطُّغرائي، صَنَّف فيه كتبًا منها: "حقائق الاستشهادات" وبيّن فيه إثباته. والرد على ابن سينا. ثم ذكر الصَّفديُّ نُبذةً من أقوال المُثبِتين والمُنكِرين، وقال: قال الشَّيخُ الرَّئيس: نُسلِّم إمكانَ صَبْغ النُّحاس بصِبْغ الفضَّة والفضَّةِ بصِبْغِ الذَّهب وأن يُزالَ عن الرصاص أكثر ما فيه من النقص، فأما أن يكونَ المصبوغ يُسلَبُ أو يُكسَى فلم يظهَرْ لي إمكانه بعد، إذ هذه الأمور المحسوسة يُشبه أن لا يكون هي


(١) الغيث المسجم في شرح لامية العجم.
(٢) في م: "وكذلك غيرهم"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) في م: "إلى إمكانه"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) في م: "إمكانه"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>