للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فله أن يختار الحلال الغير الطَّيِّب، كمن غَصَّ بلقمةٍ يَسِيغه (١) بالخَمْر لكن يُخفيه من الجاهل مهما أمكن كيلا يُحرِّك سلسلةَ الضَّلال.

ومنها: المقدار المأخوذ منه، وهو قَدْر الحاجة في المَسْكن والمَطْعَم والملبس والمَنْكَح إن جاوز من الأدنى لا يجوز التجاوز عن الوسط.

ومنها: الخَرْجُ والإنفاقُ فالمحمودُ منه الصَّدَقةُ المَفْروضة، والإنفاقُ على العيال. وقد اختُلِفَ في الأخذ والإنفاق على الوجه المَشْروع أَوْلَى أم تركه رأسًا مع الإنفاق؟ على أنَّ الإقبال على الدُّنيا بالكلية مذموم فالمُقْبِلون على الآخرة والصّارفُون للدُّنيا في محلّه فهم الأفضلون من التارك بالكلية، ومنهم عامة الأنبياء.

ومنها: أن تكون نيته صالحةٌ في الأخذ والإنفاق فينوي بالأخذِ أَنْ يستعينَ به على العبادة ويأكل ليتقوَّى به على العبادة.

المنظر العاشر: في التَّعَلُّم.

وفيه فتوحات أيضًا:

فَتْحٌ: اعْلَم أَنَّ تكميل النفوس البشرية في قواها النظرية والعَمَليّة إنّما يتم بالعِلْم بحقائق الأشياء، وما هو إليه كالوسيلة، وبه يكونُ القَصْدُ إلى الفَضائِل والاجتناب من (٢) الرَّذائل إذْ كانَ هو الوسيلة إلى السعادة الأبدية، ولا شيء أشنع وأقبح من الإنسان مع ما فَضَّلَهُ الله تعالى به من النُّطْق وقَبُول تَعَلُّم الآداب والعلوم أن يَهْمِلَ نفسَهُ ويُعَرِّيها من الفضائل. وقد حَثَّ


(١) في م: "يسيغها"، والمثبت من خط المؤلف.
(٢) في م: "عن"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>