تحتاج إلى صَبْر كبير وفكر منظم نشهد للمؤلف به، فهو عمل ليس بالهين، وهو جهد متميز على الرغم مما وقع فيه من أخطاء كثيرة.
وقد تكونت مادة كتابه هذا من مصدرين رئيسين، أولهما ما نقله من الكتب التي وردت فيها أسماء الكتب، فكان يذكر كل اسم كتاب ورد فيها. ولما كانت الموارد التي ينقل منها هي كتب خطية لا تعرف دقة ناسخيها ومعرفتهم بموضوع الكتاب فقد وقع فيها الكثير من التصحيفات والتحريفات انتقلت إلى المؤلف الذي ظنها صحيحة، فضلًا عن اختلاف المؤلفين السابقين الذين ينقل منهم في ذكر أسماء المؤلفات ومؤلفيها بصيغ مختلفة مما أربكه، ولم يكن أمامه مع قلة معارفه المتنوعة
إلا أن يذكرها كما ذكروها، فوقع فيها التحريف والتصحيف الذي لم ينتبه إليه.
أما المصدر الثاني فهي المخطوطات أو الشروح أو الحواشي التي وقف عليها ونقل عناوينها وأسماء مؤلفيها كما هو مذكور عليها، وربما أخطأ هو حال الكتابة والنقل، وهي الكتب التي ذكر أولها، وهو دليل قاطع على أنه رأى نسخة خطية من ذلك الكتاب.
[طبعات الكتاب]
طبع الكتاب أولًا طبعة أوربية مترجمة إلى اللاتينية وهي التي حققها كوستاف فلوجل في سبعة مجلدات ضخمة، طبع منها فلوجل في لايبزك المجلدين الأول والثاني وطبعت المجلدات الخمسة الباقية في لندن بين ١٨٣٥ - ١٨٥٨، والطبعة الثانية هي التي قام بها العالمان التركيان شرف الدين يالتقيا ورفعت كليسي في مجلدين طبعا بين ١٩٤١ - ١٩٤٣ مع مقدمة بالتركية، وعلى هاتين الطبعتين طبع الكتاب غير مرة في بعض المطابع التجارية.
وكتاب "كشف الظنون" ينتهي في الطبعة الأوربية في الصفحة ٥٢١ من المجلد السادس أما بقية المجلد والمجلد السابع فهي مستدركات من كتب أخرى.
ويلاحظ أنَّ الطبعة الأوربية اعتمدت بالدرجة الأولى على نسخة راغب باشا (١٠٣١) المكتوبة سنة ١١٧٠ هـ بدلالة نقل المحقق ما كتبه الناسخ في آخرها وهذا نصه:
"قد اتفقَ الفراغُ عن تصحيح هذا الكتاب بعون عناية الملك الوهاب المشتهر بأسماء الكتب لدى أعيان الأفاضل والكتاب. وقد أمرني بتصحيحه من هو وليٌّ للعلماء الأعلام وصدر للفضلاء النبلاء الفهام، والحال أنَّ النُّسخ من هذا الكتاب قد