حقه التأنيث، ومنه عدم كتابة ألف لام التعريف لعدم وجودها في لغته الأم؛ فإنه كتب فيها أفضل كتبه، ومنها "كشف الظنون" و "سلم الوصول" و "فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار" وغيرها لعلمه أنَّ عالم الإسلام الفسيح الذي حكمته الدولة العثمانية المتعدد الأعراق واللغات، لا يستغني عن هذه اللغة، لغة دينه، التي أوجب الإسلام على كل مسلم تعلمها، أو تعلم شيء منها يتعبد بها رَبَّه، فضلا عن أنَّ علماء الأمة ما بين مشرق للشمس ومغيب جميعهم يعرفون هذه اللغة، فلا يُطلق على أحد اسم "عالم" إلا أن يكون ممن عرفها وأجادها.
ومما يتعين تذكير القارئ به أن الرجل مع طموحه الشديد وفكره النيّر الذي قاده إلى تأليف هذا الكتاب، فإن ثقافته التراثية ضعيفة، فإنه لم يكن من الموسوعيين الذين سبروا العلوم والمؤلفات التي كتبت فيها، لذلك وقع في أخطاء كثيرة لا سيما في أسماء العلماء وسيرهم وتواريخ وفياتهم وعناوين مؤلفاتهم، والملحق الذي كتبناه وبينا أخطاءه في أكثر من ست مئة وخمسين صفحة كونت المجلد الثامن من هذا الكتاب شاهد على ذلك. ومما زاد الطين بلة أنَّ الرجل لم تتح له فرصة تبييض كتابه سوى ذلك الربع أو دونه مما كان يمكن أن يتلافى بعض الأخطاء التي وقع فيها لو كان بيض الكتاب كاملا وأعاد النظر فيه.
على أننا ينبغي أن ننصف الرجل فقد اقتحم موضوعًا يُعْجزُ الكثير من العلماء، وأخطاؤه مغفورة مغمورة في الفكرة الرائدة التي حاول تحقيقها في ذلك الزمن الرديء الذي غلب عليه الجمود والتخلف وقلة الابتكار.
ومما يذكر له من الفضل العميم تلك الهمة العظيمة في حشد الشروح والمختصرات والمنظومات لكثير من أمهات المؤلفات المشهورة التي عني المسلمون بالتعليق عليها أو شرحها أو تحشيتها أو اختصارها أو نظمها، مما لم يسبق إلى مثل هذه الفكرة الرائدة التي يعجز عن الإحاطة بها كثيرون.
ابتدأ المؤلف كتابه بمقدمة استغرقت مئة صفحة تقريبًا من المجلد الأول ثم بدأ بذكر أسماء الكتب مرتبة على حروف المعجم، وألحق في كل كتاب ما يتصل به من تذييل أو شرح أو تعليق أو حاشية، أو اختصار، أو نقد أو نظم، وهي عملية