للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والبيان، والبديع، والقراءاتِ، وأصول الدين، وأصول الفقه، وأسبابَ النُّزول، والقَصَصَ، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبيِّنة لتفسير المُجمَل والمُبهم، وعلم الموهبة، وهو عِلْم يوْرثُه الله تعالى لمن عمل بما علم. وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسّر [عنها] (١) وإلّا فعلمُ التَّفسير لا بدَّ له من التبحُّر في كل العلوم.

ثم إِنْ تَفْسير القُرآن ثلاثة أقسام:

الأول: علمٌ لم يُطلع الله عليه أحدًا من خَلْقه، وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته، وهذا لا يَجوزُ لأحد الكلام فيه.

والثاني: ما أطلع الله على نَبِيِّه (٢) من أسرار الكتاب واختص به، فلا يجوز الكلام فيه إلا له أو لمن أذن له، قيل: وأوائل السُّوَر من هذا القسم، وقيل: من الأول.

والثالث: علومٌ علمها الله تعالى نبيَّه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخَفِيّة وأمَرَه بتعليمها، وهذا يَنْقَسم إلى قسمين:

منه ما لا يجوزُ الكلام فيه إلّا بطريق السَّمع كأسباب النزول والناسخ والمنسُوخ والقراءات واللغات وقصص الأمم وأخبار ما هو كائنٌ.

ومنه ما يؤخَذُ بطريق النظر والاستنباط من الألفاظ، وهو قسمان: قسمٌ اختلفوا في جوازه وهو تأويلُ الآياتِ المتشابهات، وقسمٌ اتفقوا عليه وهو استنباط الأحكام الأصليّة والفرعية والإعرابية؛ لأنّ مَبْناها على الأقيسة. وكذلك فنون البلاغة وضروبُ المواعظ والحِكَم والإشاراتُ لا يَمتنعُ


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من مفتاح السعادة ٢/ ٨٤.
(٢) في م: "لنبيه عليه"، والمثبت من خط المؤلف، وفي مفتاح السعادة: "عليه نبيه"، وهو الأحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>