للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٤٥ - تقويم البلدان:

للملك المؤيَّد عماد الدين إسماعيل (١) بن الأفضل علي الأيوبي الشهير بصاحِب حَماةَ، المتوفى سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة. أَوَّلُه: الحمدُ للهِ حَمْدًا يَليقُ بجلاله … إلخ. ذكر فيه أنه طالع الكتب المؤلفة في البلاد فلم يجد فيها كتابًا موفيًا؛ لأنّ بعضًا منهم أطنب في صفات البلاد كابن حَوْقَل غير أنه لم يضبط الأسماء ولم يذكر الأطوال والعروضَ فصار غالب ما ذكره مجهول الاسم والبقعة، وكالشَّريف الإدريسي وابن خرداذبه، وأن الزيجاتِ والكُتُب المؤلفة في الأطوال والعروض عَرِيَّةٌ عن تحقيق الأسامي وعن ذِكْر الصفات، وأن الكتب المؤلَّفَةَ في تصحيح الأسماء - ككتاب "الأنساب" للسَّمْعاني و "المشترك" لياقوت و"مزيل الارتياب" وكتاب "الفيصل" - اشتملت على ضَبْطِ الأسماء وتحقيقها من غير تعرُّض إلى الأطوال والعروض، ومع الجهل بهما يُجهَلُ سَمْتُ ذلك البلد، فجَمَع في هذا الكتاب ما تفرَّق في الكُتُب المذكورة من غير أن يدعي الإحاطة بجميع البلاد أو بغالبها. قال: إنّ ذلك أمرٌ لا مَطْمعَ فيه، فإنّ جميعَ الكُتُب في هذا الفنّ لا يشتمل إلا على القليل، فإنّ إقليم الصِّين مع كثرة مُدنِه لم يقع إلينا من أخباره إلا الشَّاذُ النادر ومع ذلك غير محقق، وكذلك إقليم الهند فإنّ الذي وصل إلينا من أخباره مُضْطَرب، وكذلك بلادُ البُلْغارِ والجَرْكس والرُّوس والسرب والأولق وبلادُ الفِرَنج من الخليج القُسْطَنطيني إلى البحر المحيط الغَرْبي، فإنّها ممالك عظيمةٌ متّسعةٌ إلى الغاية ومع ذلك فإنّ أسماءَ مُدنِها وأحوالها مجهولة عندنا، وكذلك بلاد السودان في جهة الجنوب فإنّها أيضًا بلاد كثيرة الجنوس مختلفة من الحَبَش، والزَّنْج، والنوبة، والتَّكْرور،


(١) ترجمته في طبقات السبكي ٩/ ٤٠٣، وأعيان العصر ١/ ٥٠٣، والوافي بالوفيات ٩/ ١٧٣، والدرر الكامنة ١/ ٤٤١، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٩٢، وقلادة النحر ٦/ ٢٤٥، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>