للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأبي بكر محمد (١) بن الحَسَن بن دُرَيْد اللُّغَويِّ، المتوفَّى سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وهو كتابٌ معتبَرٌ. في مجلد، أوَّلُه: الحمد لله الحكيم بلا رؤية … إلخ. ذكر فيه أنه ألفه لأبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، أورَدَ في أولِه ذِكرَ الحُروفِ المُعْجَمة، وذكر كتاب "العين" للخليل وصعوبته، فمدَحَهُ، ثم قال: أجرَيْناه (٢) على تأليف الحُروف المعجمة لكونها أنفَذَ، وكان علم العامة بها كعلم الخاصة، فبدأ بالثَّنائيِّ ثم بالثَّلاثيّ ثم بالرُّبَاعي ثم مُلحق الرباعي وكذا الخُماسِيُّ والسُّدَاسي وملحقاتها، وجَمَع النوادر في باب مفرد. قال: وسميناه بذلك لأنا اخترنا (٣) له الجمهور من كلام العرب، يقال: أنه أمْلَى "الجَمْهرةَ" في فارس ثم أملاها بالبَصْرة وببغداد من حفظه، فلذلك (٤) تختلفُ النسخ، والنسخة المُعوَّلُ عليها هي الأخير وآخِرُ ما صح نُسخةً عُبيد بن أحمد بن حجج؛ لأنه كتبها من عدّة نُسَخ وقَرأَها، وقال بعضُهم: أملاها ابن دُرَيْد من حِفظه سنة سبع وتسعين ومئتين، فما استعان عليها بالنظر في شيءٍ من الكتب إلّا في الهمزة واللفيف، وكفَى عجَبًا أن يتمكَّنَ الرجُلُ من علمه كلَّ التمكن ثم لا يَسلَم - مع ذلك - من الألسن حتى قيل فيه:

ابن دُرَيْدٍ بقَرهْ … وفيه عَيٌّ وشَرَهْ

ويَدَّعي من حُمقِهِ … وَضْعَ كتابِ الجَمْهرهْ

وهو كتابُ العَيْنِ … إلا أنه [قد] (٥) غَيَّرهْ


(١) تقدمت ترجمته في (٤٩٢).
(٢) في الأصل: "اخربناه"، ولا معنى لها، وفي م: "اخترنا بناءه"، ولا ندري من أين جاءوا بها، والمثبت من جمهرة اللغة، وهو الصواب.
(٣) في الأصل: "أخبرنا"، ولا معنى لها.
(٤) في م: ولذلك"، والمثبت من خط المؤلف.
(٥) ما بين الحاصرتين منا لم يرد في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>