للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنزل عليه الكتاب، وما نَقَلْنا فيه شيئًا إلا بعد اطلاع وتتبع تام. فأعتمد على نَقْل الشَّيخ الناقد في الرّواية عماد الدين ابن كَثِير، فإنه في "تفسيره" قد تفحص عن تصحيح الرواية وتجسَّس عن عَجَرِها وبُجَرِها، ولو وجدتُ مخالفة بين تفسيره وتَفْسِيرِ مُحيي السُّنة البغوي تتَّبعتُ كتُبَ القوم الذين لهم يد في التصحيح ثم كتبتُ ما رجّحوا، لكن أعتمد قليلا على كلام ابن كَثِير فإنه متأخّرٌ مُعتنٍ في شأن التصحيح ومحيي السُّنّة في تفسيره ما تعرَّض لهذا، بل قد يذكر فيه من المعاني والحكاياتِ ما اتَّفقوا على ضعفه بل على وَضْعه. وأمّا الأحاديثُ المَذْكورةُ في تَفْسيرِنا فمعظمها (١) من الصحاح الستة، وقد تجد تخريجها مسطورًا في الحاشية، وكلُّ معنّى ذكرنا فيه بصيغة أو فما هو إلَّا للسَّلَف، وما ذكَرْنا بقيلَ فأكثرُه من مخترعاتِ المُتأخرين ما ظَفْرِنا فيه، وأمّا وَجْهُ الإعراب فما اخترتُ إلّا الأظهَرَ، والذي ذكرتُ وجَهَيْنِ أو وجوها فلنكتة. واجتهدتُ في تنقيح الكلام ومآخذ كتابي "المعالم" و "الوسيط" و تفسير ابن كثير والنَّسَفي و"الكشاف" مع شروحه: الطِّيبي و"الكشف" وشَرْح المحقِّق التفتازاني و"تفسيرِ البَيْضاوي"، وقلما تجد آيةً إلا وقد رَمَزتُ في تَفْسِيرِها إلى دفع إشكال (٢) أو إلى تحقيق مقال، بعبارةٍ وَجِيزة أَوْمَأْتُ إليه بإشارة لطيفة دقيقة في كثير من المواضع أوضحته في الحاشية. وكان بين ابتدائه وإتمامه سنتان وثلاثة أشهر حين بلغ سنّي أربعين. انتهى.

ولعلّ ما قاله أوّلًا في تاريخ تسويده، ثم بَيضه في هذه المدة.

٥٦٣٨ - جوامع التعبير:


(١) في الأصل: "فمعظمه".
(٢) في م: "الإشكال، والمثبت من خط المؤلف، وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>