للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلم ولاختصارِ هِمَمِهم اختاروا المختصَرَ من كلِّ شيء، حَمَلَني ذلك أنْ أكتُبَ شَرْحَ "الزِّيادات" موجَزَ العباراتِ والنِّكات، وأجتهد في بَسْطِ ما صَعُب منها، وأذكُرَ في أبواب الوصايا ما يتعلق بالحساب، مع طَرْقِ الكتاب سائرَ الطُّرُق من طريق الجَبْر والمقابلة، والدِّينار والدرهم، والسُّطوح والخطاءين حتى يكون أجمل وأسهل. انتهى.

وإنّما سُمِّي به لأنه كان يختلفُ إلى أبي يوسف، وكان يكتب من أماليه، فجرى على لسان أبي يوسف أنّ محمدا يشُقُّ عليه تخريج هذه المسائل، فبَلَغَه فبناهُ وفَرَّع (١) على كلِّ مسألةٍ بابًا، وسمّاه: "الزيادات" أي: زيادة على ما أملى (٢) أبو يوسف. وقيل: إنّما سُمِّي به لأنه لمّا فَرَغ من تصنيف الجامع الكبير تذكَّر فُروعًا لم يَذكُرُها في "الكبير" فصنَّفه ثم تذكَّر فصنف آخَرَ وسمّاه: "زيادة (٣) الزيادات" فقُطِع عن ذلك ولم يتمم. كذا قال قاضي خان؛ لأنَّ (٤) أبا يوسُفَ كان يُملي، وكان ابن لمحمد يَكتُبُ تلك الأمالي، وكان محمد يَجعلُ تلك الأبواب أصلا ويزيد عليه ما يتم به الأبواب، فسمّاه: "الزّيادات" على معنى أنه زادَ على كلام أبي يوسف رحمة الله عليه. ولهذا لم تَقَع أبوابه مرتبةً بل اختلفت؛ لأن محمدا (٥) تبرك بأمالي أبي يوسف. وقيل: إنه إنّما سمّاه: كتاب "الزيادات" لأنه لمّا


(١) في الأصل: "فبناه فرع"، ولا تستقيم العبارة، فزدنا الواو منا.
(٢) في م: "أملاهُ"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) في م: "وسماها زيادات"، والمثبت من خط المؤلف.
(٤) في م: "وقيل: لأن"، وفي الأوربية: "ولأن"، والمثبت من خط المؤلف إذ لم نقف على "وقيل" ولا على الواو قيل "لأن".
(٥) في م: "رحمة الله تعالى عليه"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>