ثم بدأ بتبييض الكتاب، فكتب منه مجلدًا إلى أثناء حرف الدال، والظاهر أنه توفي بعد ذلك ولم يكمله وهي تكوّن الأوراق الخمسين الأولى من المسودة، وهي أقل من ربع أوراق المسودة المتكونة من ٢١٩ ورقة.
وقد وصل إلينا المجلد المُبَيّض، وهو محفوظ اليوم في خزانة كتب ريوان كشك برقم (٢٠٥٩)، وقد كتب المؤلف عنوان الكتاب بالحمرة بخط جميل نصه:"كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مما عُني بجمعه وتأليفه كاتبه الفقير إلى عناية ربه القدير مصطفى بن عبد الله الكاتب القسطنطيني مولدًا ومنشأ، عُفِي عنه".
وكتب المؤلف هذه النسخة المبيضة بخط جميل متقن، ابتدأ اسم كل كتاب بالحمرة، وكذلك الواو التي تفصل بين كتاب وآخر من العنوان نفسه، أو من الشروح والمختصرات والتعليقات والحواشي ونحوها، وكتب بعض التعليقات في حواشي النسخة.
وقد جاء المجلد بخطه إلى لفظة "دروس" في (٣٠٦) أوراق. وآخر ما فيه: درك في اللفظ المشترك لمحمد بن محمد ابن الحاج المتوفى سنة أربع وسبعين وسبع مئة"، وهو الذي يحمل الرقم (٦٦٩٨) من نشرتنا هذه، تتكون كل ورقة من صفحتين مسطرة الصفحة مختلفة بين ٤٣ - ٥٠ سطر، في كل سطر ما معدله ست كلمات، ثم زاد بعضهم من "دروس" إلى آخر "رونق الطرفة" (رقم ٨٧٨٤ من طبعتنا)، وهي الأوراق ٣٠٧ - ٣٦٢ بخط رديء كثير التصحيف والتحريف.
والظاهر أنَّ المؤلف أراد أن يجعل كتابه في عدة مجلدات حيث أنهى المجلد الأول من المبيضة بخطه في نهاية الورقة ٢١٥، وهو آخر حرف الثاء فكتب هناك: تم المجلد الأول من كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون يوم السبت الثامن من صفر سنة اثنتين وستين وألف، ويتلوه المجلد الثاني في حرف الجيم، والحمد لله العزيز العليم".
ثم كتب في الورقة الأولى من المجلد الثاني (الورقة ٢١٦) بالحمرة: "المجلد الثاني من كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، وفي ظهر الورقة "باب الجيم". والظاهر أنه بيض منه تسعين ورقة فقط، ثم فجأه الموت فلم يكمل المجلد الثاني.