للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والظاهر أن هذا كله تخليط لا أصل له فعبد الوهاب بن محمد بن حسن بن محمد المعروف بابن أبي الوفاء هو تاج الدين العراقي الأصل المقدسي ثم الخليلي الشافعي نزيل القاهرة، لم يكن حسيني النسب، ولا كان قاضيًا بحلب ولا توفي سنة ٨٧٥ هـ ذكره السخاوي في الضوء اللامع ٥/ ١٠٧ (٣٩٥) فقال: "ولد سنة أربع وثلاثين وثمان مئة وأحضر على التدمري المسلسل بشرطه، ثم حفظ كتبًا، وقدم القاهرة في سنة خمسين فسكن الجمالية وقتًا ثم الصاحبية عند الشرف المناوي ولازمه، وكذا أحمد الخواص والشهاب الأبشيطي وابن حسان وغيرهم، وتميز وكتب مجموعا فيه فوائد كل ذلك مع مزيد انجماعه وترفعه. مات قريب الستين ظنًا".
وإنما قاضي حلب صاحب المؤلفات المذكورة هو شخص آخر هو تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن عمر بن الحسين الحسيني الدمشقي الشافعي المتوفى في جمادى الأولى سنة ٨٧٥ هـ، ذكره سبط ابن العجمي في "كنوز الذهب" فقال في حوادث سنة ٨٥٧ هـ ٢/ ٢٥٨: "وفي يوم السبت رابع عشري جمادى الأول ورد مثال شريف أشرفي باستقرار السيد تاج الدين عبد الوهاب الحسيني الدمشقي وعزل ابن الزهري عن قضاء حلب … " ثم ذكر نسبه وقال: وهو كما شاهدت بخط العلامة الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة: أبو محمد ابن العدل زين الدين عمر بن العدل الكبير بدر الدين الحسين" ثم أصعد نسبه إلى جعفر الصادق، وقال: "كان هذا الرجل فقيها أصوليًا نحويًا … سنيًا مواظبًا للجماعة، وكان يدرس بجامع حلب ويواظب على ذلك، ودرّس بالمدارس … ولما صرف عن قضاء حلب ذهب إلى الشام وصار يذهب إلى القدس ويجيء ثم إلى الحجاز، وفي آخر أمره وقف كتبه على مدرسة أبي عمر [في] الصالحية من الشام، ومات بمكة" (٢/ ٢٥٩).
ترجمة الحسيني هذا موجودة في الضوء اللامع ٥/ ١٠٦ (٣٩٠)، قال السخاوي: "عبد الوهاب بن عمر بن الحسين … التاج الحسيني الدمشقي الشافعي ابن أخت قوام الدين قاضي الحنفية بالشام وابن عم الشهاب أحمد بن علي ابن الحافظ الشمس محمد الماضي. ولد بعد سنة ثمان مئة بدمشق، ونشأ بها، فحفظ القرآن وكتبًا وتفقه بالعلاء بن سلام وكذا بالتقي ابن قاضي شهبة لكن يسيرًا … وناب عن الكمال بدمشق في القضاء وفي تدريس الأتابكية وغيرها، ثم بعد موته استقل بقضاء حلب وحمدت سيرته فيها … ثم لم يزل يتلطف في الاستعفاء منه حتى أعفي ورجع إلى بلده … وصنّف شرحًا لفرائض المنهاج ومنسكًا كبيرًا اختصر فيه منسك ابن جماعة مع زيادات وسماه: "أوضح المسالك إلى معلم المناسك" قرّضه له العلم البلقيني، وأكثر الحج والمجاورة حتى كانت وفاته بمكة في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى سنة خمس وسبعين، ودفن بالمعلاة"، واختصر هذه الترجمة في وجيز الكلام ٢/ ٨٢٥، ونقلها ابن إياس في بدائع الزهور ٣/ ٥٥.
فهذا هو الحسيني صاحب المؤلفات المذكورة اختلط على المؤلف بشخص مصري لا علاقة له بها، فألبسه نسبته الحسينية ووفاته في جمادى الأولى سنة ٨٧٥ هـ، والله الموافق للصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>