آلاف التعليقات التي ثبتناها في هوامش نشرتنا هذه وسبقناها بحرف "م" رمز المطبوعة التركية تنبئ عن هذا الصنيع غير المحمود في علم تحقيق النصوص.
وكان من منهجنا في تحقيق هذا النص التعرف على مؤلفي الكتب والشروح والحواشي والتعليقات والمختصرات والنصوص التي ذكرها المؤلف، وذلك عن طريق بيان وفياتهم أو أزمانهم التي عاشوا فيها، وذكر بعض الموارد المختارة الدالة على تراجمهم من غير استقصاء بل اكتفاء ببعضها، ومن غير ذكر لسيرهم أو شيء منها، لئلا تتضخم هوامش النص بما لا فائدة منه ولا عائدة.
أما الأسماء التي لم نقف على ترجمة لها أو لم نعرفها فقد نصصنا على ذلك، لنثير انتباه القارئ العالم إلى أننا قد بذلنا الوسع واستنفدنا الطاقة في البحث والفحص فلم نوفق، عسى أن يوفق غيرنا في ذلك، وهذا من أوليات البحث العلمي الرصين.
لقد عنينا عناية بالغة بمقابلة النص بأصله الخطي الذي كتبه المؤلف، وأعدنا المقابلة عند التصحيح زيادة في التدقيق، ولم نبخل عليه بوقت أو جهد في قراءة نص متشابك يُعجز كثيرًا من الناس قراءته، فكان الصبر والأناة والخبرة لأكثر من نصف قرن في معاناة النصوص الخطية أكبر مساعد في حل ما خفي وصعب منه.
ثم عُنينا بتفصيل النص من حيث إظهار أسماء الكتب وشروحها وحواشيها ومختصراتها وكل ما يتصل بها، فوضعنا لكلٍّ منها رقما بدأناه بفقرة جديدة، وهي الأرقام المعتمدة في فهارس الكتاب لتيسير الوصول إليها والإفادة منها. ثم فصلنا النص من حيث بداية الفقرات، ووضع النقط والفواصل ونحوها مما يُظهر المعاني ويُجَلِّي النص، فضلًا عن ضبط النص بالحركات، لأهميتها البالغة في قراءة النص قراءة سليمة، وإيمانا منا بأن تحقيق النصوص من غير ضبط بالحركات لا يُعد تحقيقًا علميًّا متقنًا، فالضبط في النصوص الخالية منه هو المنبئ عن قدرة المحقق في حسن قراءة النص قراءة سليمة وفهمه فهما سويًا كما أراده مؤلفه.
على أننا نرى من الواجب علينا التنبيه على أن كثيرًا من الأسماء التي لم نقف عليها غالبا ما تكون قد نُقِلت محرفة وقد ضاع صوابها نتيجة التحريف، أو تكون منقولة من مخطوطات كتبت عليها هذه الأسماء فنقلها المؤلف أو تحرفت عند نقلها، فضاع أصلها.
وقد عُنينا في تحقيقنا لهذا النص ببيان الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها المؤلف، في نسبة كتاب إلى غير صاحبه، أو تحريف في العنوان، أو اسم المؤلف، أو تاريخ وفاته،