للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حكم فيها على الألفاظ المعيّنة المشَخّصة بأنها وُضِعت بإزاء المعنى الفُلاني. والمسألة لا بُدَّ وأن تكون قضيّةً كُلية (١).

واعلَمُ أنّ مقصد علم اللغة مبنيٌّ على أسلوبَيْنِ؛ لأنّ منهم من يذهبُ من جانبِ اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظًا ويطلب معناه، ومنهم من يذهب من جانبِ المعنى إلى اللفظ فبكل من الطريقيْنِ قد وَضَعوا كُتبًا ليَصِلَ كلَّ إلى مبتغاه إذْ لا ينفعه ما وُضِع في الباب الآخر، فمَن وُضِع بالاعتبار الأول فطريقه: ترتيب حروف التهجي: إما باعتبار أواخرها أبوابًا وباعتبار أوائلها فصولًا، تسهيلا للظفر بالمقصود، كما اختاره الجَوْهري في "الصحاح" ومَجْدُ الدِّين في "القاموس"، وإما بالعكس، أي باعتبار أوائلها أبوابًا وباعتبار أوائلها فصولًا، كما اختاره ابن فارس في "المُجمَل" والمُطرّزيُّ في "المُغْرِب"، ومَن وَضَع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يَجَمَع الأجناس بحسَب المعاني ويَجعَلَ لكل جنس بابًا كما اختاره الزَّمَخْشَرِيُّ في قسم الأسماء من مقدمة الأدب.

ثم إن اختلاف الهِمَم قد أوجب إحداث طرق شتى، فمن واحدٍ أَدَّى رأيه إلى أن يُفرِدَ لغاتِ القُرآن ومِن آخَرَ إلى أن يُفرِدَ غريب الحديث وآخَرَ إلى أَنْ يُفْرِدَ لغاتِ الفقه كالمُطرّزي في "المُغْرِب"، وأن يُفرِدَ اللُّغَاتِ الواقعة في أشعارِ العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب، والمقصود هو الإرشاد عندَ مِسَاس أنواع الحاجات (٢).


(١) ترك المؤلف بقية الصفحة في مسودته فارغة، وكذا بداية الصفحة التالية، ثم كتب في آخرها بقية الكلام.
(٢) كتب المؤلف معلقا: "دأب علماء اللغة في تآليفهم أن يذكروا كل لغة في محلها والمزيدات مع أصولها".

<<  <  ج: ص:  >  >>