للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأبي عبد الله الجيهاني (١) وزير أمير خُراسان، وكان صاحبَ فلسفةٍ ونجوم، فجمَعَ الغُرَباءَ وسألهم عن الممالك ودخلها وكيف المسالك إليها ليتوصل بذلك إلى فتوح البلاد، فجَعَل العالم سبعة أقاليم، وجعل لكلِّ إقليم كوكبا: تارَةً يَذكُر فيه أصنام الهند وأخرى عجائب السند، ولم يُفصل الكُوَرَ ولا وَصَف المُدنَ بل ذكر الطُّرقَ شرقًا وغربًا وشمالا وجنوبًا، وبذلك طال كتابه كذا قال صاحبُ "أحسَنِ التَّقاسيم"، وقال: وأما ابن الفقيه الهمداني فإنه لم يَذكر إلا المدائن العظمى ولم يُرتِّب الكُوَرَ والأخبار، وأدخل في كتابه ما لا يليق به: مرّةً يزهَدُ في الدُّنيا وتارَةً يرغَبُ فيها (٢)، ودَفْعةً يبكي وحينًا يضحك ويلتهي وأمّا الجاحظ وابن خرداذ به فإن كتابَيْهما مختصرانِ جدًّا لا يحصل منهما كثير فائدة.

١٦٤٠٢ - المَسالِكَ والمَمالِك:

لعبد الله بن خرداذبه (٣). ذكر فيه أن الطريق من موضع كذا إلى موضع كذا مقدار من المسافة كذا. وذكر أن طساسيجَ العراق وغيرها كذا وكذا من المال، وذلك مما ينخفض ويرتفعُ ويَقِلُّ ويَكثُرُ على حسب الأحوال (٤).


(١) هو محمد بن أحمد بن نصر الجيهاني، ترجمته في معجم الأدباء ٥/ ٢٣١٧، والوافي بالوفيات ٢/ ٨٠، وهدية العارفين ٢/ ٣٦ وفيه وفاته سنة ٣٣٠ هـ!
(٢) في الأصل: "فيه".
(٣) هكذا تكرر على المؤلف، إذ سبق أن ذكره بأخصر من هذا.
(٤) كتب المؤلف في حاشية النسخة التعليق الآتي: "قال عبد الله بن خرداذبه: هذا رسم إيضاح مسالك الأرض وممالكها وصفتها وبعدها وقربها وعامرها وغامرها على ما رسمه المتقدمون منها، فوجدت بطلميوس قد أبان الحدود وأوضح الحجة في صفتها، بلغة أعجمية، فنقلتها عن لغته باللغة الصحيحة لتقف عليها، وذكر بطلميوس في كتابه أن مدن الأرض على عهده كانت أربعة آلاف ومئتي مدينة كل كورة اشتان أي: إحازه وطساسيج. والطسوج: ناحية".

<<  <  ج: ص:  >  >>