للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المشايخ باعتماد قوله: فأقول: لا معنى لإنكارهم على أبي جَعْفَرٍ؛ لأنه مؤتمن لا منهم مع (١) غزارة علمه واجتهاده ووَرَعِه وتقدمه في معرفة المذاهب وغيرها، ولا شك أن ذكره للخلاف إنّما هو بعد ثبوته عنده بوجهه (٢).

فإنكارهم عليه بعد تأخُّر زمانهم عنه (٣) بكثيرٍ لا يُجدِي في ذلك لعدَم بلوغهم إياه، فإنْ شكَكْتَ في أمر أبي جَعْفَرٍ فانظر في كتاب "شَرْح معاني الآثار" هل ترى له نظيرا في سائر المذاهب فضلا عن مذهبنا هذا؟ وقال البيهقي في كتاب "المعرفة" في أواخر باب مَوْلِد الشّافعي قُبَيْلَ باب ما يكون به الطَّهارة من الماء (٤): وحينَ شَرَعتُ في هذا الكتاب بَعَث إلي بعض إخواني من أهل العلم بالحديث بكتاب لأبي جَعْفَرٍ الطَّحاوي وشكا فيما كتبه إلي ما رأى فيه: من تضعيف أخبار صحيحة عند الحُفَّاظ حين خالَفَها رأيه، وتصحيح أخبار ضعيفة عندهم حين وافقها رأيه، وسألني أن أجيب عمَّا احتج به فيما حَكَم به من التصحيح، فاستخرتُ الله تعالى في النظر فيه وإضافة الجواب عنه إلى ما خَرَّجتُه في هذا الكتاب، ففي كلام الشّافعيّ عمّا احتج به أو رَدَّه من الأخبار جواب عن أكثر ما تكلف هذا الشَّيخُ من تسوية الأخبار على مذهبه وتضعيف ما لا حيلة له فيه بما لا يُضعفُ به والاحتجاج بما هو ضعيف عند غيره … إلخ (٥).

هذا - لعمْري - تحامُلٌ ظاهرٌ من هذا الإمام في شأن هذا الأستاذ الذي اعتمده أكابر المشايخ.

• معاني الأخبار، المسمَّى بـ "بَحْر الفوائد" مرَّ.


(١) في م: "في"، والمثبت من الأصل بخط المؤلف.
(٢) في م: "وأنه لا شك قد ذكر الخلاف بينهم بعد أن ثبت عنده"، وهو تصرف غريب عجيب في نص المؤلف، فالمثبت هو الذي بخط المؤلف.
(٣) سقطت هذه اللفظة من م.
(٤) معرفة السنن ١/ ٢١٧.
(٥) إلى هنا انتهى كلام البيهقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>