للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قال ﵇: "من رأى منكم مُنكَرًا فاستطاع أن يغيره فليغيره بيده فإن لم يَستَطِعْ فبلسانه، فإن لم يَستَطِعْ فبقلبه". الحديث (١). وأما قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾، فقد أخبر الصادق الأمينُ أن محلَّها آخرُ الزمان، حيث سُئل عن تفسير هذه الآية فقال: بل التَمِرُوا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا وهوًى متبعًا ودنيا مُؤْثَرةً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصّةِ نَفْسِك". الحديث (٢)، هكذا ينبغي أن يكون التوفيق.

وقال المفتي: هذا كلامٌ حسنٌ موافقٌ لما في كتب الأصول، نُقِلَ عن عبد الله بن المبارك أن قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ الآيةَ، آكد آيةٍ في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبه يظهر ما كلام المجيب، وكان ينبغي أن يقتصر في الجواب على كون الاهتداء شاملًا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأما ما ذكر الإمام بقوله: وأما قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلخ فقد أخبر الصادقُ … إلخ، يصلح أن يكونَ توفيقًا، لكنَّ الإمام فخر الدين الرّازي قال في تفسيره (٣): هذا القول عندي ضعيف … إلخ. انتهى، وقس عليه غيرها.


(١) حديث صحيح من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه عبد الرزاق (٥٦٤٩)، وابن أبي شيبة (٥٧٣٦)، وأحمد في مسنده ١٨/ ٧٨ (١١٥١٤)، ومسلم (٤٩) (٧٨) وغيرهم من طرق عن أبي سعيد، به.
(٢) أخرجه البخاري في خلق العباد (١٥٥)، وأبو داود (٤٣٤١)، وابن ماجة (٤٠١٤)، والترمذي (٣٠٥٨)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ٢١٢، وابن حبان ٢/ ١٠٨ (٣٨٥)، والطبراني في الكبير ٢٢/ ٢٢٠ (٥٨٧)، والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٢٢، والبيهقي في الكبرى ١٠/ ٩١ من حديث ابن عمر، وفي إسناده مجهول، ولذلك لم يصححه الترمذي.
(٣) مفاتيح الغيب ١٢/ ٤٤٩ (ط. ٣، دار الفكر، بيروت ١٤٢٠ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>