للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم شَرَحَ المقصود في أربع مجلدات للشيخ أبي الفرج عبد الرحمن (١) بن علي المعروف بابن الجوزي البغدادي، المتوفى سنة (٢) … ذكر فيها كل حديث موضوع، وقد نصَّ ابن الصَّلاح ومن تَبِعَه في علوم الحديث على أن ابن الجوزي معترض عليه في كتابه "الموضوعات"، فإنه أورَدَ فيه أحاديث كثيرة وحَكَم بوضعها (٣) وليست بموضوعةٍ بل هي ضعيفة فقط، وربَّما تكون حَسَنةً أو صحيحةً، وقال العراقي في "ألفيَّته" (٤):

وأكْثَرَ الجامِعُ فيه إذ خَرَجَ … لمُطلَقِ الضَّعَفِ عَنَى أبا الفَرَجْ

وقد أورَدَ ابن حَجَر (٥) في الذَّبِّ على (٦) "مسند أحمد" جملة من الأحاديث التي أورَدَها ابن الجَوْزي في "الموضوعات"، وهي في "مسند أحمد" ودَرَأَ عنها أحسَنَ الدَّرءِ، وأبلغ من ذلك أنّ منها حديثًا مخرجًا في "صحيح مسلم"، حتى قال شيخ الإسلام (٧): هذه غفلةٌ شديدة من ابن الجَوْزي حيث حَكَم على هذا الحديث بالوضع.

١٩١٣٢ - وقد شَرَع ابن حَجَر في تأليف تعقبات على "الموضوعات".

١٩١٣٣ - وقد تتبَّع جَلالُ الدِّين (٨) السُّيوطي جُملةً من الأحاديث ليست


(١) تقدمت ترجمته في (١٢٤).
(٢) هكذا بيض لوفاته، لعدم معرفته بها حال الكتابة، وتوفي ابن الجوزي سنة ٥٩٧ هـ كما هو مشهور.
(٣) لم يصرح باسمه، لكنه قال: "ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلدين، فأودع فيها كثيرًا مما لا دليل على وضعه، وإنما حقه أن يذكر في مطلق الأحاديث الضعيفة"، المقدمة، ص ٩٩.
(٤) التبصرة والتذكرة، ص ١١٤.
(٥) في الأصل: "الحجر"!
(٦) في م: "عن"، والمثبت من خط المؤلف.
(٧) في القول المسدد، ص ٣١.
(٨) توفي سنة ٩١١ هـ، وتقدمت ترجمته في (٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>