وأما قوله:"صُنف سنة ست عشرة وأربع مئة"، فأرى أنه نقل مغلوط مما قاله السيوطي في بغية الوعاة - ومنه ينقل المؤلف -: "وصنف أبنية الأفعال، وشرح الفصيح، والشامل في اللغة، قرئ عليه في سنة ست عشرة وأربع مئة"، نفهم من هذا النص أنَّ الرجل صنف أبنية الأفعال في هذه السنة، وهو فهم معوج للنص،، وهو نص نقله السيوطي من معجم الأدباء ٦/ ٢٥٧٨.
• ١/ ٥٣٨ (١٤١٧)
وذكر المؤلف من المصنفين في الأفعال وتصاريفها أبا عثمان "سعيد بن محمد السرقسطي المنبوز بالحمار".
قلنا: هكذا نسبه، وأبو عثمان سعيد بن محمد لم يكن سرقسطيًا وإنما هو قرطبي، وهو معروف بابن الحداد، كما في مصادر ترجمته لا بالحمار. والملقب بالحمار من الأندلسيين واحد هو أبو عثمان سعيد بن فتحون بن مُكْرَم التجيبي السرقسطي ثم القرطبي، ذكره الحميدي في جذوة المقتبس (٤٩٧) فقال: "سعيد بن فتحون أبو عثمان السرقسطي له أدب وعلم وتصرف في حدود المنطق، يعرف بالحمار، وهو مشهور، وقد ذكره أبو محمد علي بن أحمد (ابن حزم) وذكر لنا أنَّ من شعره في ذم الناس للمنطق … إلخ". وذكره ابن عبد الملك في الذيل والتكملة ٢/ ٤٢ (٩٤) فقال: "سعيد بن فتحون بن مكرم التجيبي، قرطبي، أبو عثمان الحمار، أخو أبي عبد الله. كان متمكنا من علوم اللسان، وألف في العروض مختصرًا ومطولًا بين فيه الموسيقى بزعمه، ومقتضبًا أشار فيه إلى الموسيقى، وله غير ذلك. وكان ذا حظ من علوم القدماء الفلاسفة، وامتحن من قبل المنصور أبي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر محنة أدت إلى سجنه مدة، فبعدما سُرّح فصل إلى صقلية فأوطنها إلى أن توفي بها وترجمه السيوطي في البغية ١/ ٥٨٦ نقلًا عن هذا الكتاب. فهذا الرجل لا علاقة له بكتاب "الأفعال".
والغريب أنَّ البغدادي نسب هذا الكتاب إلى سعيد بن محمد بن البغونش المتوفَّى سنة ٤٤٤ هـ وذكر أنه ابن فتحون السرقسطي وأنه ينبز بالحمار، فخلط ترجمتين