والغريب أنَّ البغدادي نسب هذا الكتاب إلى سعيد بن محمد بن البغونش المتوفى سنة ٤٤٤ هـ وذكر أنه ابن فتحون السرقسطي وأنه ينبز بالحمار، فخلط ترجمتين وجعل منهما ترجمة واحدة تدل على جهل، مدقع، فابن البغونش طبيب معروف لا علاقة له بكتب اللغة والنحو، وهو مترجم في طبقات الأمم لصاعد (٩٢)، والتكملة الأبارية (٣٢٠٢)، وعيون الأنباء (٤٩٥)، والذيل والتكملة ٢/ ٤٥ (١٠٣) والمستملح للذهبي (٨٠٣)، وتاريخ الإسلام ٩/ ٦٥٥، والوافي بالوفيات ١٥/ ٢٥٤. أما صاحب هذا الكتاب فهو أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري اللغوي المعروف بابن الحداد المتوفى شهيدًا في بعض المواقع الجهادية بعد الأربع مئة، ذكره ابن خير الإشبيلي في فهرسته، ص ٤٣٦ (٩٠٩) بعد ذكر كتاب ابن القوطية وقال: حدثنا به أيضًا أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث المذكور، عن القاضي أبي عمر بن الحذاء أحمد بن محمد بن يحيى ﵀ عنه. وترجمه ابن بشكوال في "الصلة" ١/ ٢٩١ (٤٧) فقال: "سعيد بن محمد المعافري اللغوي من أهل قرطبة، يكنى أبا عثمان، ويعرف بابن الحداد أخذ عن أبي بكر ابن القوطية وهو الذي بسط كتابه في "الأفعال" وزاد فيه، وتوفي بعد الأربع مئة شهيدًا في بعض الوقائع". وقد تعقبه أبو القاسم محمد بن عبد الله بن أحمد القنطري الأندلسي المتوفى بمراكش سنة ٥٦١ هـ فقال في تعليق له وجدته في هامش النسخة التونسية على ابن الحداد فقال: "انظر هذا، فهو وهم والله أعلم، وإنما يُعرف بابن الحمار لابابن الحداد". ويعكر على قول القنطري أنَّ ابن خير الإشبيلي سمع الكتاب من أبي الحسن بن مغيث، عن ابن الحذاء، عنه ونسبه "ابن الحداد".