للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمناطق. قال: وهي من مخترعاتنا، كثيرة الفوائد في معرفة ما بين الكوكبين من البعد، وهي ثلاثُ مساطرَ: ثِنتان منتظمتان انتظامَ ذات الشُّعبتين. ومنها: الرُّبع المِسْطَريُّ وذاتُ الثُّقْبتين والبنكامُ الرَّصدي وغير ذلك. وللعلامة غِيَاث الدين جَمْشِيد رسالةٌ فارسيّة في وَصْف تلك الآلاتِ سوى ما اخترعه تقيُّ الدِّين.

واعلَمْ أنّ الآلاتِ الفَلَكيّة كثيرةٌ، منها: الآلات المذكورة، ومنها: السُّدس الذي ذكره جَمْشِيد ومنها: ذاتُ المثلث ومنها: أنواع الإسطرلابات: كالتام والمسطّح والطُّوماري والهلالي والزَّوَرقي والعقربي والأُسيّ والقَوْسي والجنوبي والشِّمالي، والكُبرى والمُسطّح والمُسَرطَق وحقِّ القمرِ والمُغْني والجامعة وعصا موسى ومنها: أنواع الأرباع كالتام والمجيب والمُقَنْطَراتِ والآفاقي والشكازي ودائرة المعدل وذاتِ الكرسيِّ والزرقالة ورُبع الزرقالة وطبق المناطق.

١٥٤٣ - وذكر ابن الشاطر (١) في "النفع العام" أنه أمعن النظر في الآلات الفلكية فوجد - مع كثرتها - أنها ليس فيها ما يفي بجميع الأعمال الفلكية في كلِّ عرض، قال: ولا بدَّ أن يُداخلها الخلل في غالب الأعمال: إما من جهة تعسُّر تحقيق الوضع كالمُبطَّحات أو من جهة تحرُّك بعضها على بعض وكثرة تفاوت ما بين خطوطها وتَزاحُمِها كالأسطرلاب والشكازية والزرقالة وغالب الآلات، أو من جهة الخَيْط وتحريكِ المُرْي وتزاحم الخطوط كالأرباع المُقَنطرات والمجيبة وأن بعضها يعسر بها غالب المطالب الفَلَكيّة وبعضُها لا يفي إلا بالقليل وبعضُها مختص بعرض واحدٍ وبعضها بعروض مختصّة وبعضُها بكون أعمالها ظنّيةً غيرَ بُرهانية وبعضُها يأتي ببعض الأعمال بطرُقٍ (٢) مطوّلة خارجة عن الحد وبعضُها يَعسُر


(١) تقدمت ترجمته في (١٠٩٦).
(٢) في م: "بطريق"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>