للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأوّل: عِلْم المنطق، والثاني: عِلْم الأدب، وهو ما يُبْحَث فيه عن الدِّلالات اللسانية أو الدِّلالات البنانية، فالثاني عِلْم الخَطِّ، والأوّل يختص بالدلالات الإفرادية أو التركيبية أو يكون مُشْتَركًا بينهما، والأول إن كان البحث فيه عن المُفْردات فهو عِلْمُ اللُّغة، وإنْ كانَ البحث فيه عنها من صِيَغِها فعِلْمُ الصَّرْف، والثاني إما أن يختص بالموزون أو لا، والأوّل إن اختَصَّ بمقاطع الأبيات فعِلمُ القافية، وإلّا، فالعَرُوض والثاني: إن كانت العِصْمة به عن الخطأ في تأدية أصل المعنى فهو النحو وإلا فهو عِلْم البلاغة، والثالث: عِلْم الفَصاحة. ثمَّ عِلْمٍ البلاغة إن كان ما يُطلب به العِضمة عن الخطأ في تطبيق الكلام لمقتضى الحالِ فعِلْم المعاني، وإن كان في أنواع الدِّلالةِ ومعرفة كَوْنَها خَفِيّةً وجَلِيّةً فعِلْمُ البيان. وأمّا عِلْمُ الفَصاحة فإن اختَصَّ بالعصمة عن الخطأ في تركيب المُفردات من حيث التَّحْسين فعِلْمُ البَدِيع.

التقسيم الخامس: ما ذَكَرَهُ صاحب "مفتاح السعادة" وهو أحسنُ من الجميع حيث قال (١): اعْلَم أَنَّ للأشياء وجودًا في أربع مراتب في الكتابة، والعبارة، والأذهان، والأعيان. وكلُّ سابق منها وسيلة إلى اللاحق؛ لأنَّ الخَطَّ دالٌّ على الألفاظ، وهذه على ما في الأذهان، وهذا على من في الأعيان، والوجود العيني هو الوجود الحقيقي الأصيل، وفي الوجود الذهني خلافٌ في أنه حقيقي أو مجازي. وأما الأوّلان فمجازيّان قطعًا.

ثم العِلْمِ المُتعلِّقُ بالثلاث الأول آليٌّ البَتَّة وأما العِلْمُ المُتَعلِّق (٢) بالأعيان فإِما عَمَليُّ لا يُقْصَدُ به حُصُولُ نَفْسه بل غيره، أو نَظَرِيٌّ يُقْصَدُ به حصولُ نَفْسِه.


(١) مفتاح السعادة ١/ ٧٥.
(٢) قوله: بالثلاث الأول آليٌّ البَتَّة، وأمّا العلم المتعلق" سقط كله من م، وهو ثابت بخط المصنف وفي المصدر الذي ينقل منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>