للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنيابهم خارجة من أفواههم مثل لهيب النار، خرجوا إلى المراكب وحاربوهم فرأوا نورا بعيدا ساطعا، فإذا هو قصر من البلور تخرج منه هذه الأمة، فأراد ذو القرنين النزول عليهم ودخول القصر فمنعه بهرام الفيلسوف، وقال: من نزل هذا القصر يغلبه النوم والغشي ولا يستطيع الخروج فتظفر به هذه الأمة.

(ومنها) الجزائر الثلاثة، قال صاحب تحفة الغرائب: هي ثلاث جزائر؛ إحداها يجنب الأخرى، في إحداها تبرق السماء طول الليل، وفي الثانية تهب ريح شديدة، وفي الثالثة تمطر السحاب ولا تزال كذلك من سنة إلى سنة أخرى.

(ومنها) جزيرة حارة بها جبل عليه نار عظيمة، بالليل ترى من بعد بعيد وبالنهار دخان ولا يقدر أحد على الدنو منها، وبها العود والموز والنارجيل وقصب السكر، وسكانها قوم شقر على صورة الناس إلا أن وجوههم على صدورهم.

(ومنها) سمكة كبيرة معروفة عندهم، يكتب الكتاب برطوبتها لا يبين على الكاغد شيء، فإذا كان الليل يظهر على الكاغد كتابة واضحة، ويكتب برطوبتها من أراد أن لا يطلع على مكتوبه أحد.

(ومنها) سمكة خضراء رأسها كرأس الحية، من أكل منها اعتصم من الطعام أياما، ومنها سمكة مدورة يقال لها مارما، على ظهرها شبه عمود محدد الرأس لا تقوم لها في البحر سمكة إلا تضربها بذلك العمود وتقتلها.

واعلم أن في البحر حيوانات كثيرة ذوات صور شتى، وليس في ذكرها فائدة، فالاقتصار على البعض أولى، وقد قيل: حدّث عن البحر ولا حرج.


(١) واختلفوا في وقت زمانه؛ فقال قوم: كان بعد موسى ، وقال قوم: كان في الفترة بعد عيسى، وقيل: كان في وقت إبراهيم وإسماعيل، وكان الخضر صاحب لوائه الأعظم، وبالجملة: فإن الله مكنه وملكه ودانت له الملوك.
فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة: مؤمنان وكفاران؛ فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران: النمرود وبختنصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [التوبة: ٣٣] وهو المهدي المنتظر الذي أخبر عنه رسول الله في الأحاديث الصحيحة. انظر: تفسير القرطبي سورة الكهف (١١/ ٣٢).

<<  <   >  >>