(جبل الحيات) بأرض تركستان، فيه حيات من نظر إليها يموت، إلا أنها لا تخرج من ذلك الجبل البتة.
(جبل دامغان) جبل مشهور، ودامغان يقرب من الري، وعلى هذا الجبل عين ماء إذا ألقي فيها نجاسة تهب ريح قوية بحيث يخاف منها الهدم، ذكره صاحب تحفة الغرائب.
(جبل نهاوند) بقرب الري، يناطح النجوم ارتفاعا، ويحكيها امتناعا.
قال مسعود بن مهلهل: إنه جبل شاهق لا يفارق أعلاه الثلج شتاء ولا صيفا، ولا يقدر الإنسان أن يعلو ذروته.
زعموا أن سليمان بن داود ﵊ حبس به ماردا يقال له: صخر، وذكروا أن أفريدون حبس به بني راسف الذي يقال له: الضحاك، قال: فصعدت الجبل إلى أن وصلت إلى نصفه بمشقة ومخاطرة بالنفس، وما أظن أحدا يجاوز هذا الموضع الذي وصلت إليه، رأيت عينا كبريتا وحولها كبريت مستحجر، إذا طلعت الشمس عليها التهبت وصارت نارا.
وسمعت من أهل تلك الناحية يقولون: إن النمل إذا كثر جمع الحب على هذا الجبل يكون بعده جدب وقحط، وأنهم إذا دامت عليهم الأنداء والأمطار فصبوا لبن الماعز على النار انقطع.
قال: فاعتبرت هذا فوجدتهم صادقين، وأنه ما يرى في وقت من الأوقات قلة الجبل منحسرا عن الثلج إلا وقد وقعت فتنة وأهرقت الدماء من الجانب الذي يرى منحسرا، وهذه أيضا صحيحة بإجماع أهل تلك الناحية.
وقال محمد بن إبراهيم الضراب: إن أبي عرف أن بجبل نهاوند الكبريت الأحمر؛ فاتخذوا مغارف حديد طول السواعد، فذكروا أنه لا يقرب من ناره حديدة إلا ذابت في ساعتها.
وذكر أهل نهاوند: أنه جاءهم رجل من خراسان، ومعه مغارف حديد طوال مطلية بما عالجها بها، وأخرج الكبريت منها لبعض الملوك.
وذكر محمد بن إبراهيم: أن الأمير موسى بن حفص كان واليا على الري؛ إذ ورد عليه كتاب المأمون يأمره بالشخوص إلى نهاوند ويعرفه حال المحبوس به، قال: فوافينا القرية التي بحضيض الجبال، ومكثنا أياما لا نرى الاهتداء حتى أتانا شيخ فعرفناه أمر الخليفة، فقال: أما الوصول إلى ذلك المكان فلا سبيل إليه، لكن إذا أردتم صحة ذلك أريتكم فاستحسن الأمير قوله.