للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النزول إلى السهل دخل إلى الملك وأعلمه بذلك ليأمره بفتح الباب، وحول تلك الضياع والكروم جبال شاهقة لا مسلك فيها، ولا يعلم أحد ماوراءها، ومياه هذا الجبل تنصب إلى سد هناك، فإذا امتلأ السد ماء فتح فيجري الماء إلى صنعاء ومخاليعها (١).

(جبل شرق البعل) في طريق الشام من المدينة فيه بنيان عظيم للأصنام صنعوا فيها من النقوش العجيبة محفورة في الحجر ما لا يتأتى حفره في الخشب مع علو سمكها، وعظيم أحجارها وطول أساطينها، وهو شيء عجيب إذا رآها الناظر يتحير في صنعتها، والله أعلم بما كان في غرضهم منها.

(جبل شقان) بخراسان، ذكر بعض فقهاء خراسان: أن من داخله غار من دخله برئ من المرض أي مرض كان. وذكر أيضا: أن به جبلا آخر من ارتقى ذروته لا يحس بشيء من هبوب الريح حتى يبقى بينه وبين أعلى ذروته ذراعان وهناك يحس بهبوب الريح.

(جبل شكران) بأرض شكران هو جبل ولست أدري أنه بالأندلس أو باليمن، على قلته شبه مسرجة من الحجر في كل سنة، لا يرى ثلاث ليال على تلك المسرجة سراج مضيء، ولا يقدر أحد على الصعود إلى مكان المسرجة لهبوب الريح العاصف؛ لأنه عند وصوله إلى نصف الجبل ترميه الريح وفي الليلة التي يرى فيها السراج على المسرجة ترى في منارها شبه طاوس على تلك المسرجة ولا علم للناس بحقيقة ذلك، والله أعلم.

(جبل الصور) قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض كرمان جبل من أخذ منه حجرا وكسره يرى في وسطه شبه صورة إنسان قائما أو قاعدا أو مضجعا، وإن دققت هذا الحجر ثم سحقته وحللته في الماء حتى يرسب، ترى في الراسب مثل ما كان في الحجر.

(جبل الصفا) بين بطحاء مكة، والواقف على الصفا بحذاء الحجر الأسود، والمروة يقابله، قيل: إن الصفا والمروة (٢) كانا اسمي رجل وامرأة زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرا، فوضعوا كل واحد على الحجر المسمى باسمه لاعتبار الناس، وجاء في الحديث أن الدابة التي هي من أشراط الساعة تخرج من الصفا، وكان ابن عباس يضرب عصاه على الصفا يقول: إن الدابة تسمع قرع عصاي هذا.


(١) مخاليعها: أي: أرجائها.
(٢) والسعي بين جبلي الصفا والمروة من شعائر الحج قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما﴾ [البقرة: ١٥٨].

<<  <   >  >>