للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو بكر الموصلي: سمعت من أعيان تلك البلاد: أنه إذا كان العام مخصبا قبضت الكوة على طائرين وإن كان متوسطا فعلى واحد، وإن كان مجدبا لم تقبض على شيء، والله أعلم بحاله (١).

(جبل غروان) في ذروة الطائف ليس بجميع الحجاز موضع أبرز منه، قالوا: إن الماء يبرد فيه ومن هذا الجبل اعتدال هواء الطائف، وليس بالحجاز موضع يجمد الماء به إلا غروان.

(جبلا غوير وكسير) هما جبلان في وسط البحر بين عمان والبصرة عظيمان يخاف على المراكب منهما، صعب مسلكهما قلما ينجو منهما مركب، فلصعوبة المنجي منهما سموهما بهذا، يقولون: غوير وكسير وثالث ليس فيه خير.

(جبل فرغانة) قال صاحب تحفة العجائب: إنه ينبت به نبات على صورة الآدمي منها على صورة الرجال، ومنها على صورة النساء يوجد مع الطرقيين كثيرا يتكلمون عليها ويقولون:

أكلها يزيد في الباه.

(جبل قيلوان) قال أبو الريحان الخوارزمي: إنه بقرب المهرجان فيه صفة محفورة والماء يترشح من سقفها دائما، وإذا برد الهواء جمد على شكل القضبان.

(جبل قاسيون) مشرف على دمشق فيه آثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومغارات وكهوف، منها مغارة تعرف بمغارة الدم، قالوا: فيها قتل قابيل هابيل، وهناك حجر يزعمون أنه لحجر الذي فلق به هامته، وفيه هامته وفيه مغارة أخرى يسمونها مغارة الجوع، يقولون: إنه مات فيها أربعون نبيا جوعا.

(جبل قاف) قال المفسرون: إنه جبل محيط بالدنيا، وهو من زبرجدة خضراء، منه خضرة السموات ووراءه عالم وخلائق لا يعلمهم إلا الله تعالى (٢).

(جبل فدفد) بمكة وهو من الجبال التي لا يرتقي ذروتها، وفيه معدن البرام يحمل منه إلى سائر البلاد.


(١) إنه مما لا شك فيه أن كثير من هذه العجائب لم نسمع بها في أيامنا هذه وما سمعنا بها على ألسنة الثقات، والله أعلم بمدى صحتها ووجودها.
(٢) وقد ذهب بعض المفسرين أن الله ﷿ قد أقسم به في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾، وذهب البعض أن ﴿ق﴾ هنا مجرد حرف من حروف اللغة.

<<  <   >  >>