وروي عن جعفر الصادق ﵁ أنه شرب من ماء الفرات، ثم ازداد وحمد الله تعالى وقال: ما أعظم بركته لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، ولولا ما يدخله من الخطائين؛ ما غتمس فيه ذو عاهة إلا برئ.
وعن السدي: إن الفرات مد في زمن علي ﵁ فألقى رمانة عظيمة كان فيها كرحب فأمر المسلمين أن يقتسموه بينهم وكانوا يرون أنها من الجنة.
(نهر القورج) بين القاطول وبغداد، وكان سبب حفره أن كسرى لما حفر القاطول أضر بأهل الأسافل فخرج أهل تلك النواحي للظلم، فوافوه وقد خرج متنزها فقالوا جئناك متظلمين فقال ممن؟ قالوا: منك، فثنى رجله ونزل عن دابته وجلس على الأرض؛ فأتى بشيء يجلس عليه فأبى أن يجلس على غير التراب، إذ أتاه قوم للتظلم، ثم قال: ما مظلمتكم؛ قالوا: حفرت القاطول وقطعت الماء عنا، فخربت ديارنا، فقال: إني لأسده ليعود الماء إليكم؛ قالوا: لا نجشمك ذلك لكن مر ليعمل لنا مجرى دون القاطول، فعمل لهم مجرى بناحية القورج فعمرت بلادهم.
وأما الآن فهو بلاء على أهل بغداد فإنهم يجتهدون في سده وإحكامه فإذا زاد الماء تعدى إلى البلد.
(نهر الكر) بين أرمينية وأران، وهو نهر عظيم سليم أكثر ما يقع فيه من الحيوان ينجو.
حدثني بعض فقهاء نقجوان قال: وجد غريق في نهر الكر يجري به الماء؛ فبادر القوم إلى إمساكه فأدركوه وقد بقي منه رمق، فلما استقرت نفسه وسكن جأشه قال: أي موضع هذا؟ قالوا: نقجوان، قال: أني وقعت في الماء من الموضع الفلاني فكان بينه وبين نقجوان ستة أيام فطلب منهم طعاما فذهبوا لإحضار الطعام فانقض عليه الجدار الذي كان قاعدا تحته فتعجب القوم من مسامحة الماء وتعدى الجدار.
(نهر الملك) ببغداد مشتمل على كوة واسعة: قيل أول من حفره سليمان ﵇ وقيل:
حفره الإسكندر، وقيل: حفره أردشير بن ماهك، وأخذ ملكه، فقال: إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية، على عدد أيام السنة؛ وإنما وضع هذا ليكون ذخيرة لقوت سنة كل قرية قوت يوم لو أجدبت غيرها من الأرض، كما فعل يوسف ﵊ بالفيوم بمصر.