للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم الأموال وعذبوهم، وإني خشيت أن أكلف شيئا من ذلك فأحببت أن أمص خاتمي هذا واستريح من الإهانة.

فرجع النديم إلى سليمان وأخبره بما سمع من جعفر فتعجب سليمان من نظره في العواقب؛ فأحضره مرة أخرى وخلع عليه وأقعده بجنبه ووضع الدواة بين يديه حتى وقع بحضور سليمان عدة تواقيع، فلما انبسط معه بعد ذلك سأله ذات يوم فقال: يا أمير المؤمنين، كيف عرفت أن السم مع العبد؟ فقال: معي خرزتان لا أفارقهما أبدا من خاصيتهما أنهما يتحركان إذا حضرنا من كان معه السم، فلما دخلت علي تحركت، وحين قعدت بين يدي اضطربتا وكادتا أن تقع إحداهما على الأخرى، فلما قمت من عندي سكنتا، ثم فتحهما وعرضهما على جعفر فكانتا خرزتين كالجزع.

(حجر الشياطين) قال أرسطو: هو حجر أملس أحمر اللون لونه كلون الياقوت وكسره ككسره، وليس له شفاف إذا غمس في الماء اصفر مثل الزرنيخ، وإذا كلس ثلاث مرات احمر وصار مثل الزنجفر، فإن ألقي جزء منه على أربعة عشر جزءا من الفضة صبغها ذهبا أحمر.

(حجر الصدف) هو حجر أحمر يضرب إلى سواد يجلب من أرض كرمان، ويسمى أيضا حجر الخمار، يسقى من أضر به النبيذ أو أصابه صداع الخمار يستريح في الحال ويحل ويكتب به مثل الزنجفر.

(حجر الصنونو) قال أرسطو: إنه صالح نافع لدفع اليرقان/يوجد في عشّ الخطاف، والحيلة في تحصيله أن يلطخ فرخ الخطاف بالزعفران ويترك في مكانه فإذا عادت أمه ترى عليه أثر الصفرة تحسب أن به اليرقان فتذهب، وتأتي بهذا الحجر وتتركه في العش وتدلك الأفراخ به.

(حجر العاج) قال ابن سينا: يمنع من نزول الدم في القروح والجراحات.

(حجر العقاب) (١) حجر يشبه نوى التمر هندي، إذا حرك يسمع منه صوت، وإذا كسر لا يرى فيه شيء، يوجد في عش العقاب، والعقاب يجلبه من أرض الهند، وإذا قصد الإنسان عشه يرمي إليه هذا الحجر ليأخذه ويرجع فكأنه عرف أن قصدهم إياه لهذا الحجر، وخاصيته أنه إذا علق على من بها عسر الولادة تضع سريعا، ومن جعله تحت لسانه يغلب الخصم في المقاولة ويبقى مقضي الحاجة.


(١) العقاب: طائر حاد البصر، وله مخالب، وهو طائر معروف وفي المثل: (أبصر من عقاب) يضرب لحاد البصر.

<<  <   >  >>