للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ألين الأحجار، يوجد في الأحجار كالمائق من الناس؛ لأنه يميل إلى صبغ يصبغ به وهو يخرج اللحم.

قال ابن سينا: من خاصيته أنه يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا طلي بدهن الزئبق ويجلو العين ويذهب بياضها (١).

(حجر الزرنيخ) معروف، قال أرسطو: له ألوان كثيرة؛ فمنه: أحمر وأصفر وأغبر، أما الأحمر والأصفر فهما ذهبيا اللون إذا اجتمعا مع الكلس حلقا الشعر وهو سم قاتل، ومن أحرق الزرنيخ ودلّك به الأسنان نفعها وذهب بخضرتها.

وقال غيره: الزرنيخ يجعل على الجراحات والجرب والسعفة الرطبة ينفعها ومع الزيت يقتل القمل، ومع دهن الورد يقطع البواسير، وإذا طلى الإنسان به جسده لإزالة الشعر يحدث به كلفا فيطلي بعده بالأرز والعصفر؛ ليدفع غائلته، والزرنيخ الأصفر يقتل الذباب برائحته، فإن جعلته في شيء حلو ليأكله الذباب قتله قتلا بينا، وإذا ألقيت الزرنيخ مع الملح في النبيذ أفسده.

(حجر الزنجار) قال أرسطو: هو حجر يستخرج من النحاس بالخل، وفيه قوة السم إذا شرب، وخاصيته أنه يبرئ البواسير ويأكل اللحم الميت من الجراحات.

وقال ابن سينا: هو نارج النحاس بأن يكب آنية نحاس على خل وينفع من البواسير بأن يتخذ منه ومن الآشق فتائل يحشى بها.

(حجر الزنجفر) قال أرسطو: إن الزئبق إذا طبخ منه في الزجاج على النار واستوثق رأس الزجاج؛ كي لا يطير الزئبق منه استحال بياضه إلى الحمرة وصار زنجفرا، فإن انشقت الآنية أو أصاب بدن صاحبه دخانه حدث من ذلك مرض صعب وربما يقتل، وهو يدمل الجراحات وينبت اللحم في القروح ويمنع من حق النار ويأكل الأسنان، وهو من السموم القتّالة.

(حجر سبج) قال أرسطو: هو حجر يؤتى به من بلاد الهند أسود شديد البرق شديد الرخاوة يتكسر سريعا إذا أصاب الإنسان ضعف في بصره من الكبر وبدا الماء في عينه - والعياذ بالله تعالى - وعلامته عسر الرؤية، وأن يرى قدام عينيه شيئا كالدخان أو كالذباب فيديم النظر في


(١) أي: يذهب مرضها إذا كان بها مرض.

<<  <   >  >>