للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان إلا الخير، فشرب غيره وذكر ما فيه من اللذة والطرب، وشرب الملك أيضا وأمر بغرس تلك الشجرة في البلاد ليكثر ثمرها ففعلوا ذلك. وأما الخل فهو نعم الإدام كما قال ، ويصب على نزف الدم فيقطعه وينفع من الجرب والقوبى وحرق النار ووضعه على الرأس ينفع من الصداع الحار، والمضمضة به تنفع الأسنان المتحركة وتفتق الشهوة وتحلل الاستسقاء. وأما الزبيب فإن النبي أهدي إليه الزبيب فقال: «بسم الله نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب الوصب ويطفئ الغضب ويرضي الرب ويطيب النكهة ويذهب البلغم ويصفي اللون». وقالت الأطباء: إنه يقوي المعدة ويحبس الطبع بالعجم وبغير العجم يطلق والله الموفق.

(كمثرى) (١) قال صاحب الفلاحة: إذا أردت أن تبقي الكمثرى زمانا طويلا فخذ ظرفا واجعل فيه شيئا من الملح وضع كل واحدة من الكمثرى في الظرف على الشجرة فإنها تبقى زمانا طويلا ولا يفسد زهرها، له تأثير عجيب في تقوية الدماغ. ثمرتها قال ابن سينا: يسكن الصفراء لكنه يحدث القولنج، قال صاحب الفلاحة: إذا طليت رأس كل كمثراة بشيء من الزفت وعلقتها فإنها تبقى زمانا طويلا، وكذلك إذا جعلتها في فخارة بعدما طليت رأس كل واحدة بشيء من الزفت، وجعلت رأسها نحو الأرض على مثال ما تكون على الشجرة.

(لاعية) تعد من السموم تنبت في سفوح الجبال ورقها من الينوعات فإذا دق وشرب أسهل إسهالا شديدا، نورها طيب الرائحة جدّا، يرعى النحل منها فعسلها يكون مضرّا جدّا، وإذا ألقيت شيئا منها في غدير يطفو سمكه على وجه الماء.


(١) الكمثرى تسمى أنجاص في سوريا ولبنان من الفواكه المشهورة المعروفة لدرجة أنها يستخدم شكلها في وصف الأشكال بقولنا (كمثري الشكل مثلا).
أما استخدامها في الطب فتستخدم في علاج ضغط الدم في سن اليأس (٥٠ - ٦٠ سنة) ولتصلب الشرايين أو برص الكلى، وكذلك تستعمل لتصريف الانصبابات (أوزيما) أي: الأورام المائية وللترشيحات الناتجة عن أمراض القلب والكلى والكبد.
طريقة العلاج: يقشر مقدار كيلو من الكمثرى وبشرها وأكلها على دفعات أثناء اليوم كله على أن لا يأخذ المريض في هذا اليوم أي سائل أخر للشرب وتكرر هذه العملية (٣ - ٤) مرات في الأسبوع.
انظر مقامات السيوطي (٥٩ - ٦٠).

<<  <   >  >>