للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(لبان) شجرة ذات شوكة لا تنمو أكثر من ذراعين وهي شجرة تنتب في الجبال بشجر عمان ورقها كورق الآس، صمغها هو الكندر، يعقر مواضع منها بالفئوس فيسيل منها الكندر، ويقال له أيضا: اللبان من أدام، مضغه ذكا قلبه وأعانه على حفظ الأشياء التي نسيها، وهو يدمل الجراحات الطرية ويمنع الخبيثة من الانتشار، ويجعل على القوباء بشحم البط يزيلها، ويقوي الدهن ويقطع الرعاف.

(لوز) (١) قال صاحب الفلاحة: يجعل اللوز في العسل، ثم يزرع لتكون ثمرته طيبة جدا، وإذا أردت أن ينفرك، تجعل لبه في قرطاس أو ورقة كما ذكرنا في الجوز وإذا أردت أن لا يتساقط منها شيء فاجعل في وسط فروعها رأس حمار معلقة. أما الحلو فينفع من السعال وينقي الصدر سيما مع التين، ويسمن وينفع من عضة الكلب الكلب (٢). قال ابن سينا: إنه يسمن ويقوي البصر وينفع من القولنج، والمر منه إذا طبخ وجعل على الكلف كان دواء نافعا، ويفتح القولنج وإذا اختلط اللوز المر بالعسل وأكل نفع من القولنج ومن أراد أن لا يثمل فليأكل سبع لوزات مرة على الريق وخمسة قبل الشرب فإن قوة الشراب لا تعمل فيه لخاصية وينفع من الجرب.

(ليمون) إنه من أشجار بلاد الحر وخواص شجر الليمون وثمرتها تشبه بالأترج وقد مرت فلا نعيدها هنا، ولماء الليمون خاصية عجيبة في دفع سم الحيات والأفاعي، ومن عجيب حكاياتها ما ذكره أبو جعفر بن عبد الله الضبي من ثقات البصرة، قال: كانت لي ضيعة على نهر الدير وكنت متوطنا بها، وبجنب داري بستان ظهرت فيه أفعى كأنها جراب طولا وسعة وانتفاخا وكثرت جناياتها فطلبت حاويا يصيدها فجاء رجل وبخر بدخنة فخرجت عليه فلما رآها هاله (٣) أمرها فنهشته فتلف في الحال فانتشر خبرها، وامتنع الحاوون عنها، وتركت البستان والدار حتى جاءني رجل يوما قال: بلغني أمر الحية التي عندكم جئت لتدلني عليها، قلت: إنها


(١) اللوز يصلح بلة المعدة ويقذف ما فيها من رطوبة وفضولا ويجلو الأعضاء الباطنة وينقيها ويغذوا الأمعاء، ويلزق ما فيها، ويدر البول ويسكن حرقه المبال، ويفتح السدد من الكبد والطحال، ويلين الحلق وينفع اليابس من السعال، ويسمن ويقوي البصر المضطرب، وينفع من القولنج ومن عضة الكلب الكلب وهو جيّد للصدر والرئة والمثانة الخشنة وإذا أكل بالسكر زاد في المني ودفقه.
انظر مقامات السيوطي (٣٧).
(٢) الكلب الكلب: أي: الكلب الهائج (أو الكلب المصاب بالسعار وعضته قاتلة).
(٣) هاله أمرها: أي: أدهشه منظرها.

<<  <   >  >>