ذي يزن، فاجتمع على بابه رؤساء العرب، ودخل على عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله ﷺ مع قومه وخلع عليه، وقال: إنا نجد في كتبنا أن هذا الملك صائر إلى أحد أولاده فليتني كنت أدركه.
(ومنها نفوس أصحاب العرافة) وهي النفوس تستدل ببعض الحوادث على بعض لمناسبة بينهما أو مشابهة خفيفة.
كما حكي أن الإسكندر تملك بعض البلاد فدخل هيكلها، فوجد فيها امرأة تنسج ثوبا، فقالت: أيها الملك، أعطيت ملكا ذا طول وعرض، ثم دخلها والى بلدها، فقالت له: إن الإسكندر سيعزلك، فغضب الوالي، فقالت: لا تغضب إن النفوس تعلم أمورا بعلامات، فإن الإسكندر لما دخل كنت أدبر طول الثوب وعرضه، وأنت لما دخلت فرغت منه وأردت قطعه فكان الأمر كما قالت.
وحكي أن سيف بن ذي يزن لما استنصر بكسرى على قتال الحبشة، بعث إليهم كسرى في جند عظيم برّا وبحرا، فخرج إليهم ملك الحبشة مسروق بن أبرهة في مائة ألف من الحبشة وغيرهم من حمير وكهلان، فتصاف القوم وكان بين عيني مسروق بن أبرهة ياقوتة حمراء معلقة من تاجه بعلاق من الذهب تضيء كالنار وهو على فيل عظيم فقاتل عليه ساعة، ثم نزل عن الفيل وركب جملا ساعة، ثم نزل عن الجمل وركب فرسا ساعة، ثم أنف من محاربتهم على الفرس استصغارا لأصحاب سيف فدعا بحمار فركبه، فتأمل هرمز ذلك وقال: احملوا عليه فإن ملكه قد ذهب انتقل من كبير إلى صغير فحملوا عليهم وكشفوا الحبشة فأخذتهم السيوف من كل جانب، وقتلوا مسروق بن أبرهة وخواصه.
وحكي عن علي ﵁ أنه لما جلس للبيعة فأول من بايعه طلحة بن عبيد الله، فبايعه وكانت أصبعه شلاء فتطير منه علي ﵁ وقال: ما أخلقه أن ينكث، فكان كذلك ولم تصف له الخلافة إلى أن درج إلى رحمة الله تعالى.
وحكي أن إبراهيم بن المهدي قال: بعث إلي الأمين فسرت إليه فإذا هو جالس في طارم خشبها عود وصندل مزين بأنواع الحرير والديباج الأخضر والذهب الأحمر، وإذا سلمان بن منصور معه في القبة، وبين يدي الأمين قدح من بلور مخروط، وكان شديد الإعجاب به فقال:
إنما بعثت إليكما لما بلغني وصول طاهر بن الحسين إلى النهروان، وقد صنع في أمرنا من المكروه مما صنع فدعوتكما لأفرج همي بكما، فأقبلنا نحدثه فدعا بجارية تسمى صعب فتطيرنا بها لاسمها