ومنهم من قال: إن السدى من الإناث، واللحمة من الذكور؛ لأن اللحمة أقوى من السدى، وهما كالشريكين في العمل، أو هما كالأستاذ مع تلميذه.
قالوا: وإذا شددت عنكبوتا في خرقة سوداء وعلقتها على صاحب الحمى تزول عنه، وزعموا أنه مجرب، قال بليناس: يسحق العنكبوت وسقى في شيء من الأشربة لصاحب الحمى البلغمة تزول من ساعتها (مجرب).
(رجل العنكبوت) تشد على من يحم بالليل تذهب عنه
(نسجه) يوضع على الموضع الذي يسيل منه الدم يقطعه، وإن بخر منه طرد البق من البيت.
(فأر) حيوان كثير الفساد، كثير الحيلة (١) من الفواسق الخمس، أمر النبي ﷺ بقتلها في الحل والحرم، وربما يجذب الفتيلة من السراج ويحرق بذلك الدور بما فيها من الحيوان والأموال ويقرض دفاتر الحساب والعلوم والوثائق والصكاك فتفوت حقوق الناس، وتقرض الثياب النفيسة والجراب والزق فيسيل ما فيها، ويأكل المائعات ويرمي فيها بعره حتى يفسدها على الناس، وربما وقعت في بئر فماتت فيها فتحوج الناس إلى مشقة عظيمة.
وإذا خدش الإنسان نمر أو سبع يطلب الفأر، فإن كان من النمر يذر عليه التراب، وإن كان من الكلب يبول عليه؛ فإن ذلك الإنسان يموت عاجلا، وذهب بعضهم إلى أن الفأرة عدمت قوة الحافظة؛ لأنها تخرج من بيتها ترى لسنور فترجع ثم تخرج عقبها، ولم يبق معها علم أن السنور على باب بيتها.
وقال بعضهم: كيف يصح أن يقال: لا حافظة لها مع لطائف حبها وشدة اهتمامها بأمر المعيشة وادخارها ليوم الحاجة وعلمها بأن الغلال لا تترك في الآبار فتأخذ منها ما تقدر عليه لوقت عجزها عن الكسب.
ومن لطائف حيلها أن الدهن إذا كان في قارورة ضيقة الرأس تجعل ذنبها فيها وتلطخه بالدهن حتى تلحس جميع ما فيها، ومنها أن الدهن إذا كان في القارورة إلى نصفها ترمي فيها الحصاة حتى يخرج إلى رأسها وتشربه، ومنها إذا أرادت أخذه البيضة تحضن البيضة وتمسكها بأربعتها، وتأخذ فأرة أخرى بذنبها تجذبها إلى البيت، ومنها إذا أرادت أخذ الجوز تأخذها فأرة
(١) من رتبة القوارض، ويكنى بقلة الفأر في البيت عن الفقر.