السِّلفي عدداً كبيراً من المواضع والمحالِّ والأنهار وغيرها في مشيخته، وذلك أنَّه يذكر الجهة والمكان الذي سمع فيه من الشيخ، ولم ينتهج هذا النهج في كلِّ شيخ من شيوخه، بل ربَّما ذكر المكان والموضع الذي التقى فيه مع شيخه وسمع منه، وقد لا يذكر ذلك، وهذه المواضع عاينها بنفسه، ووصفها بدقة وبيَّن موضعها وحدَّد مكانها، وبعض تلك المحال والأماكن ذكرها بعض العلماء قبله وبعده، وفيها مجموعة أخرى لم أقف على مَن ذَكَرَها غير السِّلفي، فلذا تُعتبر المشيخة البغدادية وثيقة جغرافية أصيلة لمدينة من أكبر المدن الإسلامي، لا يستغني عنها من أراد معرفة جغرافيتها وأماكنها ومحلاَّتها، مثل: درب صالح، ودرب شريك، درب جعفر بالكرخ، ومحلة ابنة المرجي، ومحلَّة الناجية، وغيرها من المحال التي لم أقف على مَن ذكرها سوى السِّلفي في هذا الكتاب.
ثم إنَّ السِّلفي يذكر هذه المواضع بنصِّها في أصل الكتاب، وقد خلت بعض النصوص من ذكر الأماكن التي سمع فيها، إلاَّ أنَّه في هامش النسختين ذَكَر بعضها عند ذكر الشيخ، وقد تنفرد إحدى النسخ بذكره، فرأيت تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين.
المطلب الأول: الأماكن البغدادية المذكورة في صلب الكتاب.
المطلب الثاني: الأماكن التي ذكرت في هامش النسخة أو إحداهما، ولم تذكر في أصل الكتاب.
وقد ذكرت الأماكن على حروف المعجم، ولم أذكر مواضعها من المشيخة؛ إذ اكتفيت بذكر ذلك في فهرس المواضع والبلدان، إلاَّ ما ذُكر في هامش النسختين أو إحداهما فهو محال على رقم النص الذي ذُكر فيه الموضع الجغرافي.