للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الأول: علم المشيخات باختصار، المؤلفات فيه، وفوائده، ومنزلة الكتاب بينها]

إنَّ علم المشيخات علمٌ ذو أهمية في معرفة حديث سيد المرسلين؛ إذ هم الوصلة بين المحدِّث وبين خاتم النبيين، وهو جزء من فنِّ الجرح والتعديل، يُدرك من خلاله شيوخ مصنِّف من المصنِّفين، ومحدِّث من المحدِّثين، من حيث ولادته وعدالته، وأخباره ومآثره، ووفاته وما يتعلق به من سيرته، فيه حفظ لذكر رجال هذه الأمة التي هي أحسن الأمم، والذاكر لهم من أقرب الناس إليهم، وفيه شرفٌ لهم حيث يَخلُدُ ذكرُهم جيلاً بعد جيل، لهذا وغيره كان أبو علي الحسن بن أحمد المعروف بابن البنا

(ت ٤٧١ هـ) يتحسَّر من عدم ذكر الخطيب له في تاريخه، ولو مع الكذابين (١)؛ وإفراد المحدِّث لتراجم شيوخه في مصنَّف مستقل فيه ردٌّ لجميل العلم الذي ورثه منهم، وفيه بيان لمنزلته وعلو همَّته في طلب العلم ولقاء الشيوخ.

وقد درج العلماء قديماً وحديثاً في تصنيف مصنَّفات تبيِّن أسماءَ مَن أخذوا عنه من الرجال، وتبين أحوالهم ومآثرهم ومناقبهم، وتذكر مروياتهم، فألِّفت في ذلك مؤلفات تفوق الحصر، وقد قامت دراسات حديثة لبيان هذا النوع من العلوم، إلاَّ أنَّها لم تستوف جميع كتب المشيخات دراسة؛ وذلك لكثرتها وتعذر جمعها، بل منها ما هو مفقود لا يوجد، وأحسن دراسة وقفت عليها وأوفاها للموضوع من حيث التأصيل والتمثيل لعلم المشيخات ومعاجم الشيوخ، الدراسة التي قام بها الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، والتي بعنوان: علم الأثبات ومعاجم الشيوخ والمشيخات، وفن كتابة التراجم (٢)، وعليه تكون دراستي لهذا العلم وما ألِّف فيه ومناهج التأليف فيه


(١) السير (١٨/ ٣٨١).
(٢) وطبعت بمركز بحوث الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، عام (١٤٢١ هـ)، في (٢٩٤) صفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>