للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

درب جعفر بالكرخ

[من حديث البغوي]

[٢٦٥] أخبرنا أبو عَبد الله تَمَرْتَاش بن بَخْتَكين بن عبد الله المُظافري التركي المجلّد، بقراءتي عليه فِي رمضان سنة أربع وتسعين وأربعمئة، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد

بن محمد بن المُسْلِمة المعدِّل، أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي (١)، نا عبد الله بن محمد البغوي، نا يعقوب الدورقي (٢)، نا أبو عاصم (٣)، عن ابن جريج، عن محمد بن يوسف (٤)، عن سليمان بن يسار، عن أمِّ سلمة أنَّه سألَها: أَكَانَ رَسُولُ الله يُصْبِح جُنُباً ثُمَّ يَصُومُ؟ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ الله يُصْبِحُ جُنُباً مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ ثُمَّ يَصُومُ» (٥).

[٢٦٦] حدثنا البغوي، نا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحسَّاني، نا مالك بن سُعَير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رَسُولُ الله : «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» (٦).


(١) هو المخلِّص.
(٢) يعقوب بن إبراهيم الدورقي.
(٣) هو الضحاك بن مخلد النبيل.
(٤) هو ابن عبد الله الكِندي الأعرج.
(٥) صحيح.
وأخرجه مسلم في صحيحه (٢/ ٧٨١) عن أحمد بن عثمان النوفلي، عن أبي عاصم به.
(٦) إسناده معلول، والحديث مختلف في وصله وإرساله، والصواب المرسل.
وأخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ (٣/ ١١٦١) من طريق المخلص، عن يحيى بن محمد (كذا ولعل الصواب عبد الله بن محمد وهو البغوي) به.
وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (٢/ ٩٢٧ ـ ترتيب القاضي)، وابن الأعرابي في المعجم (٣/ ١١٣٦)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢٢٣)، والصغير (١/ ١٦٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٥)، والرامهرمزي في أمثال الحديث (ص ٤٣)، والقضاعي في مسند الشهاب (٢/ ١٨٩، ١٩٠)، والبيهقي في الشُّعب (٣/ ٥٧٨)، وفي الدلائل (١/ ١٥٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥/ ٤٠٠)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (٣/ ١١٦١) من طرق عن أبي الخطاب به.
وأخرجه الرامهرمزي في أمثال الحديث (ص ٤٤) من طريق مؤمل به إهاب، عن مالك بن سعير به.
وقال الترمذي: «سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: يروون هذا عن أبي صالح، عن النَّبيِّ مرسلاً».
وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرطهما، فقد احتجا جميعاً بمالك بن سُعير، والتفرد من الثقات مقبول»، ووافقه الذهبي.
قلت: مالك بن سُعير صدوق، وقد خولف في وصله كما أشار البخاري، خالفه وكيع وهو أوثق منه، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن النَبِيِّ مرسلاً، إلاَّ أنَّ الرواة اختلفوا على وكيع في ذلك.
فرواه جماعة عنه مرسلاً، منهم:
ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٣٢٥).
وابن سعد في الطبقات (١/ ١٥٠).
وأحمد بن عبد الجبار، أخرجه من طريقه البيهقي في الشُّعب (٣/ ٥٧٧).
وإبراهيم بن عبد الله العبسي، إلاَّ أنَّه اختلف عليه، فرواه عنه ابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٥٥٦).
والبيهقي في الدلائل (١/ ١٥٧) من طريق محمد بن علي بن دحيم، كلاهما عن إبراهيم هذا، عن وكيع كرواية الجماعة.
وخالفهما الحسن بن علي العطار فرواه عن إبراهيم العبسي كما في جزء حديث وكيع للعبسي (ل: ١٢٤/ أـ ضمن مجموع)، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موصولاً.
ورواية ابن الأعرابي ودحيم (وهما ثقتان) أصوب؛ لاجتماعهما على خلاف رواية العطار.
وخالف هؤلاء الرواة عن وكيع راويان، روياه عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موصولاً.
الأول: عبد الله بن نصر الأصم، أخرجه من طريقه ابن عدي في الكامل (٤/ ٢٣١) وقال:
«وهذا غير محفوظ عن وكيع، عن الأعمش، إنَّما يرويه مالك بن سعيد (كذا) عن الأعمش، (أي موصولاً) وعبد الله بن نصر هذا له غير ما ذكرت مِمَّا أنكرت عليه».
الثاني: عبد الله بن أبي عرابة الشاشي، أخرجه من طريقه علي بن عمر الحربي في الجزء الثالث من الفوائد المنتقاة (ل: ٢٩٥/ أـ ضمن مجموع).
وقال الحربي: «وقد رواه غيرُه عن وكيع فلم يذكر أبا هريرة». نقله عنه ابن كثير في التفسير (٣/ ١٩١).
قلت: والصواب في رواية وكيع رواية من رواه عنه مرسلا، وهم أكثر وأوثق، كابن أبي شيبة، وابن سعد.
وروايته المرسلة أصح من رواية مالك بن سُعير الموصولة، ويؤيّد ذلك أنَّ وكيعاً توبع على رواية الإرسال، أخرجه الدارمي في السنن (١/ ٢١) عن إسماعيل بن خليل، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي صالح مرسلاً.
ولعلَّ من رواه موصولاً تبع في ذلك الجادة؛ إذ رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة سلسلة معروفة، يسبق إليها لسان من لا يحفظ.
وسئل الدراقطني عن هذا الاختلاف، فقال: «يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه مالك بن سُعير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وخالفه وكيع، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه النَبِيِّ مرسلاً، وهو الصواب.
ورواه بعض الحروريين عن وكيع، فوهم فيه، قال فيه: عن سفيان (كذا ولعل الصواب عن وكيع)، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، والصحيح ما قلنا». العلل (١٠/ ١٠٥).
والحديث ذكره الألباني في الصحيحة (١/ ٢/ ٨٨٢)، وصحّح طريق الوصل على الإرسال، والظاهر أنَّ الصواب ما قاله الدراقطني، والله أعلم.
وللحديث شاهد عند مسلم في صحيحه (٤/ ٢٠٠٦، ٢٠٠٧) من حديث أبي هريرة أيضاً بلفظ: «إنِّي لم أُبعث لعَّاناً، وإنَّما بُعثت رحمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>