كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثالث من المشيخة البغدادية - من حديث أبي محمد الخلال الحافظ - ج: 1 - ص: 538

بقراءتي عليه فِي شوال سنة أربع وتسعين، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال، نا أبو عمر بن حيويه الخزاز من لفظه، نا أبو عبد الله حَرَمي بن أبي العلاء (١)، نا الزبير بن بكَّار قال: قال (٢) المبارك الطبري (٣): سمعتُ أميرَ المؤمنين المنصور يقول لأمير المؤمنين المهدي: «يَا أَبَا عَبْدِ الله، لَا تُبْرِمَنَّ أَمْراً حَتَّى تُفَكِّرَ؛ فَإِنَّ فِكْرَةَ العَاقِلِ مِرْآتُهُ تُرِيهِ حَسَنَتَهُ وَسَيِّئَتَهُ» (٤).

[من حديث أبي محمد الخلال الحافظ]

[٢٩٠] أخبرنا أبو سَعْد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسَدِي، بقراءتي عليه

---

(١) أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي خميصة أبو عبد الله المكي، يُعرف بَحرَمي بن أبي العلاء، توفي سنة (٣١٧ هـ)، وحرمي لقب له.
قال الخطيب: «حدَّث عن الزبير بن بكار بكتاب النسب وغيره … وكان ثقة».
تاريخ بغداد (٤/ ٣٩٠)، السير (١٤/ ٤٨٥).
(٢) في (ف): (قال لي).
(٣) كان عاملاً للمأمون، كما جاء في مواضع من تاريخ دمشق.
(٤) هكذا جاء السند في الأصل و (ف) (قال مبارك الطبري: سمعت أمير المؤمنين).
والأثر أخرجه البيهقي في الشُّعب (١٣/ ١٨٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٢/ ٣١٣، ٣١٤، ٣١٥) من طريق الزبير بن بكار، عن مبارك الطبري قال: سمعتُ أبا عبيد الله الوزير يقول: سمعت أبا جعفر المنصور يقول …
فلعل (أبا عبيد الله الوزير) سقط ذكره من النسختين.
وللأثر تكملة عند البيهقي وابن عساكر بلفظ: «الخليفة لا يصلحه إلاَّ التقوى، والسلطان لا يصلحه إلاَّ الطاعة، والرعية لا يصلحها إلاَّ العدل، واعظ الناس عفواً أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه».
وهذه التكملة أوردها الخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٥٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٢/ ٣١٥)، والذهبي في السير (٧/ ٨٥) من طريق الزبير بن بكار به، وبين المنصور ومبارك أبو عبيد الله الوزير.
وأبو عبيد الله الوزير هو معاوية بن عبيد الله أبو عبد الله الأشعري مولاهم، كان كاتب المهدي ووزيره، قال الخطيب: «كان خيِّراً فاضلاً عابداً». انظر: تاريخ بغداد (١٣/ ١٩٦)، تاريخ دمشق (٥٩/ ٢٤٩).