للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث السادس: الأماكن الجغرافية لمدينة بغداد، التي سمع فيها السِّلفي وذكرها في كتابه من خلال القسم المحقق من الكتاب:

الإمام السِّلفي رحَّال، جاب الأرض وشقَّها شقًّا، واستقر في بغداد مدة مديدة، تعرَّف على مناطقها ودروبها وشوارعها وأنهارها، فسلكها بحثاً عن شيوخها وعلمائها، ومدينة بغداد من أكبر مدن العالم الإسلامي في ذلك العصر، تنقسم إلى قسمين أساسين الجانب الغربي والجانب الشرقي، يقسمها نهر دجلة.

ودخل السِّلفي تلك المدينة في أواخر القرن الخامس الهجري، وقد حدث فيها تغيرات وتطورات في أحوالها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات عمَّا كانت من قبل في العصور العباسية، وقد اهتم العلماء قديماً وحديثاً ببيان المواقع الجغرافية للمحلاَّت الموجودة في بغداد ولكلِّ ما هو متعلق بعمرانها وجغرافيتها، فألَّفوا في ذلك مصنفات بين مختصر ومطوَّل، ففي المطولات تلك المقدمة التي وضعها الخطيب البغدادي لكتابه تاريخ بغداد، ذكر فيها تاريخ بنائها وخططها وتحديد المحالِّ والمدن التي فيها، وذكر أسواقها وأنهارها وشوارعها وكلَّ ما يتصل بها من العمران، ومن المختصرات نصٌّ يُنسب لأبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي المتوفى (٥١٣ هـ) ـ وهو من شيوخ السِّلفي، وقد ذكره في هذه المشيخة ـ وصف في كتابه هذا مدينة بغداد وصفاً موجزاً، لكنه غزير الفائدة، وهذا الوصف نشره جورج مقدسي، في كتابه: (خطط بغداد في القرن الخامس)، وترجمه إلى العربية: د. صالح أحمد العلي.

ولابن الجوزي لفتات كثيرة ومقتطفات في كتابه المنتظم تتعلق ببغداد ومحالِّها، وكذا ذكر الكثير من تلك المحال والمواضع ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان.

وتُعدُّ المشيخة البغدادية أيضاً من الكتب والمراجع الجغرافية لمدينة بغداد، فقد ذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>