للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاسم بن الفضل الثقفي، وله سماع سنة (٤٠٣ هـ)، ومن أروى بنت محمد، وهي ابنة عم جدَّته فاطمة الشعبية، وغيرهم من شيوخ أصبهان، وقد ألف معجماً في شيوخه الأصبهانيين، يقول تلميذه الحافظ ابن المفضل: «عدة شيوخ الحافظ السِّلفي بأصبهان تزيد على ست مائة نفس» (١).

وبعد سنوات قليلات من التلقي آنس من نفسه قدرة على الإلقاء والإفادة، فتصدى للتدريس ببلده أصبهان ولم يبلغ العشرين، يقول هو عن نفسه: «كُتِبَ عنِّي بأصبهان أوَّل سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة، وأنا ابن سبع عشرة سنة أو أكثر، أو أقلَّ بقليل، وما في وجهي شعرة، كالبخاري يعني لَمَّا كتبوا عنه» (٢).

ثم ارتحل بعد ذلك كعادة المحدّثين وطلاَّب الحديث للقاء الشيوخ والإكثار من الروايات.

[المبحث الخامس: رحلاته]

الرحلة في طلب الحديث سنة الأوائل، ودأب المحدِّثين، وقليل منهم لم يرحل في طلب الحديث، وأبو طاهر السِّلفي عُرف بكثرة تجواله وترحاله، قال ابن نقطة: «كان جوَّالاً في الآفاق، تغرَّب وكتب الكثير» (٣).

وأول رحلة كانت له إلى بغداد ولم يبلغ العشرين من عمره، بدأ ها في شهر رمضان من سنة (٤٩٣ هـ)، ووصل إليها في أواخر شهر شوال من السنة نفسها، كما أفاده هو في أول حديث من هذه المشيخة (٤)، فقرأ على شيوخ بغداد، وكان أول شيخ التقاه هو أبو الخطَّاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البَطِر القارئ، ورحلته هذه فيما يبدو كانت


(١) السير (٢١/ ٢١).
(٢) السير (٢١/ ٧)، تذكرة الحفاظ (٤/ ١٢٩٨).
(٣) التقييد (ص ١٧٧).
(٤) وانظر أيضاً: الوجيز (ص ٤٥، ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>