للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث والقراءات، مع الدين والثقة والعلم» (١).

وقال الذهبي (٧٤٨ هـ): «الإمام العلامة المحدِّث الحافظ المفتي شيخ الإسلام شرف المعمَّرين … وأملى مجالس بسلماس وهو شاب، وانتخب على غير واحد من المشايخ، وكتب العالي والنازل، ونسخ من الأجزاء ما لا يُحصى كثرة … وخطُّه متقَنٌ سريع، لكنه معلَّق مغْلَق … وكان مُكبًّا على الكتابة والاشتغال والرواية، لا راحة له غالباً إلاَّ في ذلك» (٢).

وقال أيضاً: «وكان إماماً مقرئاً مجوِّداً، ومحدِّثاً حافظاً جِهبذاً، وفقيهاً متقناً، ونحويًّا ماهراً، ولغويًّا محقِّقاً، ثقة فيما ينقله حجة، انتهى إليه علوُّ الإسناد في البلاد» (٣).

وكلام العلماء في الثناء عليه كثير جدًّا، وفيما ذكرت يكفى للدلالة على غيره.

المبحث العاشر: كتبه ومصنّفاته

السِّلفي واسع الرحلة، كثير الشيوخ، كثير المرويات، جمَّاع للكتب والأجزاء، ونسخ الكثير منها، واتخذ لجمعها طريقين:

١ ـ طريق النسخ، فنسخ الكثير بيده، بل إنَّه ينسخ الجزء الضخم في ليلة كما ذكر الذهبي، وكان يطمئن إلى ما نسخه بنفسه، ويحدّث به، وكان يقول: «متى لم يكن الأصل بخطِّي لم أفرح به» (٤).

وقال ابن نقطة: حدَّثني عبد العظيم بن عبد القوي المنذري بمصر قال: «لما أرادوا أن يقرؤوا سنن أبي عبد الرحمن النسائي على السِّلفي، أتوه بنسخة سعد الخير وهي مُصَحَّحة، قد سمعها من أبي محمد الدُّوني، فقال: ما تريدون تقرؤون؟ فقالوا: سنن


(١) غاية النهاية (١/ ١٠٢).
(٢) السير (٢١/ ٥، ١٦، ٢١).
(٣) تاريخ الإسلام (١٢/ ٥٧٢).
(٤) السير (٢١/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>