قال أبو محمد الخلال: «ضعيف جدًّا»، وقال الخطيب: «وفي حديثه مناكير بأسانيد واضحة، إلاَّ أنَّ أبا عبد الله بن البيِّع (أي الحاكم) ذكر أنَّه سمع الدارقطني يقول: محمد بن مسلمة لا بأس به». انظر: سؤالات الحاكم (ص ١٣٥)، تاريخ بغداد (٣/ ٣٠٥)، السير (١٣/ ٣٩٥)، الميزان (٥/ ١٦٦)، اللسان (٥/ ٣٨١، ٣٨٢). (٢) منكر بهذا الإسناد. وهو عند أبي بكر الشافعي في الغيلانيات (١/ ٥٠٤). وسنده ضعيف؛ فيه علَّتان: الأولى: ضعف شيخ أبي بكر الشافعي. الثانية: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلاَّ حديثين، وليس هذا منهما. انظر: جامع التحصيل (ص ٢٢٣)، تهذيب الكمال (١٧/ ٢٣٩)، التقريب. وفي السند أيضاً شريك بن عبد الله القاضي، سيء الحفظ، إلاَّ أنَّ بعض الأئمة قوّى روايته عن أبي إسحاق كابن معين وأحمد بن حنبل. انظر: شرح العلل (٢/ ٧١٠)، تهذيب الكمال (١٢/ ٤٦٨). واللفظ الذي ذكره المصنف لم أقف عليه إلاَّ عند أبي بكر الشافعي بهذا الإسناد، وشيخه محمد بن مسلمة الواسطي له مناكير، ولم يُتابع عليه. وأخرج أبو داود في السنن (٥/ ٤٠٩) (٥٢٤٩)، والنسائي في السنن (٦/ ٥١)، والطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ١٧٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٢٤) من طريق شريك عن أبي إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود بلفظ: «اقتُلُوا الحَيَّاتِ كلَّهنَّ فمَن خاف ثَأرَهُنَّ فلَيسَ مِنِّي». وأمَّا اللفظ الذي عند المصنف فقد جاء من طريق آخر عن ابن مسعود، أخرجه الطحاوي في شرح المشكل (٣/ ٣٧١) من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ مثله، ولم يسق الطحاوي لفظه، وإنَّما أحال على حديث أبي هريرة وهو بمثل حديث المصنف. وحديث أبي هريرة: أخرجه أبو داود في السنن (٥/ ٤٠٩) (٥٢٤٨)، وأحمد في المسند (١٥/ ٣٦٠)، (١٦/ ٤٣٣)، والبزار في المسند (ل ١٠٩/ أـ نسخة كوبرلي)، وابن جرير في تفسيره (١/ ٢٧٨)، والطبراني في المعجم الأوسط (٦/ ٢١٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٣/ ٣٧٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٢٤، ٢٥) من طرق عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به. وأخرجه أحمد في المسند (١٢/ ٣٢٤)، والحميدي في مسنده (٢/ ٤٨٩)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ١٢/ ٤٦١) من طريق ابن عيينة عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله عن عجلان عن أبي هريرة. فزاد في سنده بكير بن عبد الله بن الأشج بين محمد بن عجلان وأبيه. قال الدارقطني: «ولعل محمد بن عجلان سمعه عن أبيه واستثبته من بكير بن الأشج». العلل (١١/ ١٣٨). قلت: ومِمَّا يؤيّد ذلك أنَّ ابن عيينة رواه بالإسنادين جميعاً. وسند حديث أبي هريرة حسن، عجلان بن محمد لا بأس به. تهذيب الكمال (١٩/ ٥١٦).