للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الرابع: شيوخه الوارد ذكرهم في المشيخة البغدادية على أحرف المعجم]

كان السِّلفي طوال أيامه التي قضاها ببغداد يتتبَّع أهل العلم للسماع منهم والأخذ عنهم، فسمع على شيوخ كثيرين، ولم يكن يقتصر على مَن هم أكبر منه سنًّا، بل سمع ممَّن يُعدُّون من أقرانه في الطلب، كما قال: «أخبرنا أبو الغنائم أحمد بن محمد بن

أحمد المؤدِّب البغدادي بها ـ كان يسكن المأمونية، ويطلب معنا الحديثَ، ثقة ـ قراءةً عليه» (١).

وسمع من النساء أيضاً، وذكر الذهبي أنَّ شيوخه من النساء البغداديات ثمانية، فقال: «لم يسمع ببغداد من النساء سوى ثمانية» (٢).

قلت: ولم أقف في هذه المشيخة إلاَّ على أربع شيخات فقط، واحدة في القسم المحقق، وثلاثة فيما بقي من الأجزاء.

وشيوخه فيهم الثقة والصالح والضعيف والكذاب، وفيهم النحوي والفقيه والأديب والشاعر، فهم يختلفون في الدرجات وصنوف العلم، وكما قدَّمت فلم يذكر من أحوالهم في الجرح والتعديل إلاَّ الشيء القليل، لكنه وصف بعضهم بصفات تدلُّ على شيء من حالهم، كالشريف والرئيس والأجل والإمام والفقيه والمقرئ وغير ذلك من الصفات الحميدة.

وبعد دراسة لشيوخه، وما قال فيهم أئمة الجرح والتعديل، تبيَّن أنَّ الكثير ممن سمع منه السِّلفي من العلماء الثقات، وقليل منهم من جُرح، وفيهم من لم أقف بعد على ترجمته من حيث الجرح والتعديل، وهذا بيان بمراتبهم وهم (١٤٠) شيخاً، وشيخة واحدة.


(١) انظر: النص (١٠٦).
(٢) السير (٢١/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>