كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثاني من المشيخة البغدادية - من حديث ابن شاهين - ج: 1 - ص: 452

الشيباني (١)، عن يزيد [بن] (٢) الأصم، عن ابن عباس قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ ﵁ يَسْأَلُهُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَى رَأْسِهِ مَرَّةً وَإِلَى رِجْلَيْهِ أُخْرَى هَلْ يَرَى عَلَيْهِ مِنَ البُؤسَاءِ شَيْئاً، ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَمْ مَالُكَ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ مِنَ الإِبِلِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ [﵁] (٣): فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، (لَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ لابْتَغَى إِلَيْهِ الثَّالِثَ، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ)، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا أُبَيٌّ، قَالَ: قُمْ بنَا إِلَيْهِ (٤)، قَالَ: فَجَاءَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ أُبَيٌّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ الله ﷺ، قَالَ: أَفأُثبتُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَثبَتَهَا» (٥).

[من حديث ابن شاهين]

نهر المعلى

[١٩٠] أخبرنا أبو غالب سعيد بن المُحَسِّن بن جعفر بن محمد بن السَّلَمَاسِي، بقراءتي عليه، أخبركم عَمُّك أبو عبد الله الحُسين بن جعفر بن محمد السَّلَمَاسِي (٦)، نا عمر بن

---

(١) هو سليمان بن أبي سليمان الكوفي.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة من المسند، وهو يزيد بن الأصم ـ واسمه عَمرو، وقيل غير ذلك ـ العامري أبو عوف البكائي الكوفي.
(٣) زيادة من (ف).
(٤) في المسند: (فمُرَّ بنا إليه).
(٥) صحيح.
وأخرجه الضياء في المختارة (٣/ ٤١٢) من طريق ابن المذهب به.
وهو في المسند (٣٥/ ٤٠، ٤١).
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٨/ ٣٠) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية به.
وأخرجه أبو عوانة كما في الإتحاف (١/ ٢٢٩، ٢٣٠) من طريق الحماني، عن الشيباني به.
وسنده صحيح رجاله ثقات.
(٦) ثم البغدادي، توفي سنة (٤٤٦ هـ).
قال الخطيب: «كتبنا عنه، وكان ثقة أميناً مشهوراً باصطناع البِر وفعل الخير وافتقاد الفقراء وكثرة الصدقة».
انظر: تاريخ بغداد (٨/ ٢٩)، المنتظم (٨/ ١٦١)، تاريخ الإسلام (٩/ ٦٨١).