للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٠٠] قال يحيى بن سليم: وسمعت سفيان بن عيينة يقول وسَمِعَ رَجلاً يقرأُ القُرْآنَ فَالْتَفَتَ إِلَى جُلَسَائِهِ فقال: «كَأنَّكُمْ سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الله » (١).

[من حديث ابن عبد الباقي]

[٤٠١] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزَّاز الحنبلي الفقيه المعدِّل، بقراءتي عليه في مسجده بالنَّصرية في شعبان سنة أربع وتسعين وأربع مئة، وهو إمامٌ من فقهاء الحنابلة يُعرف بابن صِهْر هِبَة، سمعتُ بعضَ أصحابه واسمه هبة الله يقول: كان رجلٌ يُقال له هبة، وقد تزوَّج والده (٢) بابنته، فلُقِّب بصهر هبة وعُرف به، وقد سألته الإجازة لي فتلفَّظ به ، أنا أبو إسحاق البرمكي، نا عبد الله بن إبراهيم ابن ماسي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، نا محمد بن عبد الله الأنصاري، نا إسماعيل بن مسلم المكِّي، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله : «مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جُعِلَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ» (٣).


(١) لم أقف عليه، ولعل مراد ابن عيينة ـ إن صحَّ عنه ـ كأنَّما سمعتموه من الله تباركم وتعالى، فالصوت صوت القاري والكلام كلام الباري.
(٢) أي: والد شيخ السِّلفي عبد الباقي بن محمد.
(٣) حسن لغيره.
وهو في حديث محمد بن عبد الله الأنصاري (ص ٦٥) للكجي.
ومن طريق أبي مسلم الكجي أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/ ١٦٠)، وابن بشران في الأمالي (٢/ ٣٠٥، ٣٠٦)، وابن عساكر في ذم ذي الوجهين واللسانين (ص ١٠٣).
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٤٢٨) عن محمد بن المثنى.
وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (١/ ١٢٩) من طريق أبي حاتم الرازي، كلاهما عن محمد بن عبد الله الأنصاري به.
وأخرجه العدني في مسنده كما في المطالب العالية (٣/ ١٦٩)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص ١١٠) من طريق مروان بن معاوية.
والخرائطي في اعتلال القلوب (ص ١٧٧) من طريق محمد بن يوسف الصفار، كلاهما عن إسماعيل به.
وسيأتي برقم: (٤٤٦) من طرق أخرى عن إسماعيل بن مسلم، وزاد في إسناده رجلاً.
وقال البزار: «لا نعلم رواه عن الحسن، عن أنس إلاَّ إسماعيل، تفرَّد به عن أنس».
قلت: وسنده ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي ضعيف الحديث، كما في التقريب.
وقال البوصيري: «رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر وأبو يعلى ومدار إسناديهما على إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف». إتحاف الخيرة (١٠/ ٤٤٩).
وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٦٥) عن مقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن أيوب ابن خوْط، عن قتادة، عن أنس به.
قال الهيثمي: «فيه مقدام بن داود، وهو ضعيف». المجمع (٨/ ٩٥)، وانظر: اللسان (٦/ ٨٤).
قلت: وإعلاله بأيوب بن خوط أولى، فقد اتَّفق العلماء على ترك حديثه، ومنهم من كذَّبه. انظر: الميزان (١/ ٢٨٦)، اللسان (١/ ٤٧٩).
وله طريق آخر عن أنس، أخرجه الخطيب في تاريخه (١٢/ ١٠٣) من طريق علي بن المتوكل مولى بني هاشم، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، وأجازه لي، حدَّثنا أبو حفص العبدي، عن ثابت، عن أنس به.
وفيه علي بن المتوكل، لم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلاً.
وأبو حفص العبدي هو عمر بن حفص، وهو متروك، تركه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. انظر: اللسان (٤/ ٢٩٨).
وللحديث شاهد من حديث عمار بن ياسر، أخرجه أبو داود في السنن (٥/ ١٩١) (٤٨٧٣) والبخاري في الأدب المفرد (ص ٤٤٤)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ١٣/ ٦٨)، وغيرهم من طريق شريك بن عبد الله القاضي، عن الركين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة، عن عمار مرفوعاً: «من كان له وجهان في الدنيا، كان له لسانان من نار يوم القيامة» لفظ أبي داود.
وفيه شريك بن عبد الله القاضي وهو سيِّء الحفظ.
وجملة القول أنَّ الحديث بإسناديه حسن، والله أعلم. وانظر: السلسلة الصحيحة (٢/ ٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>