قال الخطيب: «كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنَبُّه، وخرج المسند على الصحيحين، وجمع أبواباً وتراجم كثيرة». انظر: تاريخ بغداد (٧/ ٤٢٥)، السير (١٧/ ٥٩٣). (٢) سنده ضعيف جدًّا، وصحَّ الحديث من طرق أخرى. وهو عند الخلال في أماليه (ص ١٧). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٥) من طريق محمد بن يونس الكُديمي به. والكُديمي متروك، لكنه لم ينفرد بالرواية عن عبد الصمد، فقد تابعه جمع من الرواة. أخرجه أحمد في المسند (٣٦/ ٤٦٥)، وابن خزيمة في صحيحه (٣/ ١٩٤)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٨/ ٢١٣)، والروياني في مسنده (٢/ ٢٦٨)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٦٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٢١)، والبيهقي في الشُّعب (٧/ ١٩٥) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. وأخرجه النسائي في السنن (٤/ ١٦٥، ١٦٦) من طريق يعقوب الحضرمي، ويحيى بن كثير. وأبونعيم في الحلية (٧/ ١٦٥) من طريق عمر بن سهل المازني، ثلاثتهم عن شعبة به. وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي. قلت: في إسناده أبو نصر الهلالي، واختلف في تحديد اسمه؛ فقال الحاكم وابن حبان في صحيحه هو حميد بن هلال العدوي، وذكره أيضاً في الثقات (٤/ ١٤٧)، وكذا قال أبو نعيم، وجاء مسمًّى في رواية عمر بن سهل عنده. وذكره المزي في الكنى من تهذيب الكمال (٣٤/ ٣٤٤) وفرَّق بينه وبين حميد بن هلال، وكذا ابن حجر في تهذيب التهذيب (١٢/ ٢٨٠). وقال الذهبي: «أبو نصر الهلالي، عن رجاء بن حيوة كذلك» أي: لا يُدرى مَن هو. الميزان (٦/ ٢٥٣). قلت: وحميد بن هلال العدوي يكنى أبا نصر، وهو من شيوخ شعبة الذين يروي عنهم بلا واسطة، وهنا روايته عنه بواسطة. فابن حبان والحاكم يريان أنَّهما واحد، ويرى المزي وابن حجر أنَّهما متغايران، لذا ردَّ الحافظ قول الحاكم في الإتحاف (٦/ ٢١٦) بقوله: «كذا قال!». والذي يظهر أنَّهما رجل واحد، روى عنه شعبة بواسطة وبغير واسطة، ويدل عليه أنَّ البخاريَّ لم يفرِّق بينهما حيث قال: «حميد بن هلال العدوي البصري أبو نصر … وقال شعبة: الهلالي». التاريخ الكبير (٢/ ٣٤٦). وكذا جمع بينهما الخطيب في الموضح (٢/ ٥٣). فالإسناد صحيح، والله أعلم. وقد ورد الحديث من غير طريق شعبة، ولم يُذكر فيه أبو نصر الهلالي: أخرجه النسائي في السنن (٤/ ١٦٥)، وأحمد في مسنده (٣٦/ ٤٥٧، ٥٣٢، ٥٥٣)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٧٣)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (١/ ٤٢٨ ـ البغية)، والروياني في مسنده (٢/ ١٦٨)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٨/ ٢١١، ٢١٢)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٥)، والطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٩١)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٢١٣) من طرق عن مهدي بن ميمون. والنسائي في السنن (٤/ ١٦٥) من طريق جرير بن حازم. وأحمد في مسنده (٣٦/ ٤٥٤)، والحارث في مسنده (١/ ٤٢٨)، والروياني في مسنده (٢/ ٢٦٨)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٥)، (٦/ ٢٧٧)، والطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٩٢) من طريق واصل مولى أبي عيينة. وعبد الرزاق في المصنف (٤/ ٣٠٨)، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٩١، ٩٢)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٢١٤) من طريق هشام بن حسان، كلهم عن محمد بن أبي يعقوب به، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة. (وسقط من مطبوع مصنف عبد الرزاق رجاء بن حيوة). ولم يذكروا في إسناده أبا نصر الهلالي، وبعضهم الخبر بطوله، وبعضهم يختصره. وصحح ابن حبان الطريقين فقال: «ولست أُنكر أن يكون محمد بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله عن رجاء بن حيوة، وسمع بعضَه عن حميد بن هلال، فالطريقان جميعاً محفوظان». وانظر: جامع التحصيل (ص ١٣٦).