أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٢٥١) من طريق أبي بكر القطيعي به. وأخرجه الهروي في الأربعون في دلائل التوحيد (ص ٣٥) من طريق حامد بن محمد، عن أبي مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله. وأخرجه الضياء في المختارة (١٠/ ٣١١) من طريق الطبراني، عن أبي مسلم الكجِّي إبراهيم بن عبد الله به. وهذه رواية الطبراني في كتاب السنة كما قال الضياء، ورواه في المعجم الكبير (١٢/ ٣٩)، ومن طريقه الضياء في المختارة (١٠/ ٣١٠) عن أبي مسلم به، إلاَّ أنَّه لم يذكر في إسناده مسلم البطين، وروايته في كتاب السنة أصح. وتابع أبا مسلم الكجِّي على إسناده جماعة: أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٢٨٢) من طريق محمد بن معاذ. وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٤٨) من طريق محمد بن بشار. ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (ص ٧٩) من طريق الحسن بن علي الهذلي. والدارقطني في الصفات (ص ٤٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٢٥٢) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، أربعتهم عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن الثوري به موقوفاً على ابن عباس. وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي. وخالف هؤلاء الرواة: شجاع بن مخلد الفلاس، فرواه عن أبي عاصم النبيل، عن الثوري، عن عمار، عن مسلم، عن سعيد، عن ابن عباس قال: سئل النَّبِيُّ ﷺ عن قول الله عزو جل: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ … »، فذكره مرفوعاً، رواه كذلك في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (١/ ٢٧١)، وأخرجه من طريقه العقيلي في الضعفاء كما في تهذيب التهذيب (٤/ ٢٧٥)، وابن منده في الرد على الجهمية (ص ٤٤، ٤٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٢٥١)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٦)، والضياء في المختارة (١٠/ ٣١٢). وشجاع بن مخلد وثقه غير واحد، وقال عنه الحافظ: «صدوق وهم في حديث واحد رفعه وهو موقوف»، وانظر: تهذيب الكمال (١٢/ ٣٧٩)، تهذيب التهذيب (٤/ ٢٧٤). قلت: يعني هذا الحديث الذي معنا، ومخالفته لهؤلاء الرواة عن أبي عاصم وفيهم أبو مسلم وغندر مِمَّا يوهن حديثه. قال الخطيب: «رواه أبو مسلم الكجي، وأحمد بن منصور الرمادي عن أبي عاصم فلم يرفعاه، وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع جميعاً عن سفيان موقوفاً على ابن عباس من قوله غير مرفوع». وقال ابن الجوزي: «هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه … ». وقال الضياء: «والموقوف أولى». وقال الذهبي: «أخطأ شجاع في رفعه». الميزان (٢/ ٤٥٥). قلت: ويؤيِّد ذلك كما أشار إليه الخطيب وابن الجوزي وغيرهما أنَّ أبا عاصم النبيل توبع على رواية هذا الحديث عن الثوري موقوفاً على ابن عباس: أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣٠١)، وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٤٩)، والدارمي في نقض الدارمي على المريسي (١/ ٤١٢)، والدارقطني في الصفات (ص ٥٠) والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٢٥٢) من طريق وكيع، وهو في تفسيره كما قال ابن كثير (١/ ٢٧٢). وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٤٦) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس. والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ٢٥٢) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن الثوري به. وخالفهم أبو أحمد الزبيري، فرواه عن الثوري، عن عمار، عن مسلم مقطوعاً من قوله. أخرجه من طريقه ابن جرير الطبري في تفسيره (٣/ ١١). ورواية الجماعة أولى، ثم إنَّ أبا أحمد الزبيري ـ واسمه محمد بن عبد الله ـ ليس في طبقة وكيع وابن مهدي في الثوري، بل هو دونهم في الضبط. انظر: شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٢٢). ثم إنَّ ابن أبا حاتم أخرجه في تفسيره (٢/ ٤٩١) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن قمار (كذا) الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوافق في هذه الرواية رواية الجماعة عن الثوري. والأثر أخرجه أيضاً عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣٠٣، ٣٠٤)، وأبو الشيخ في العظمة (٢/ ٥٥٢) من طريق يونس بن إسحاق. وأبو الشيخ في العظمة (٢/ ٥٨٢، ٥٨٤) من طريق قيس، وسليمان بن كثير، ثلاثتهم عن عمار الدهني به، متابِعين في ذلك رواية الثوري عنه. وخالفهم: المعلى بن هلال، فرواه عن عمار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولم يذكر في إسناده مسلماً البطين. أخرجه من طريقه ابن أبي زمنين في أصول السنة (ص ١٠٠). وهذه الرواية منكرة، والمعلَّى وضاعٌ كذاب. انظر: الميزان (٥/ ٢٧٧). والحاصل أنَّ الصواب في هذه الرواية كما أسندها المصنف، وسندها حسن، فعمار الدُّهْنِي صدوق يتشيع، كما في التقريب.