للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا محمد بن يونس بن موسى القرشي، نا شاصونة بن عُبيد أبو محمد اليمامي (١) سنة عشر ومئتين بالحَرَدَة (٢) منصرفاً من عَدَن، حدَّثني مُعْرِض (٣) بن عبد الله بن مُعْرِض بن مُعَيْقِيب [عن أبيه، عن جدِّه] (٤) قال: «حَجَجْتُ حَجَّةَ الوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَاراً بِمَكَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ الله كَأَنَّ وَجْهَه ذَاتُهُ قَمَرٌ، فَسَمِعْتُ مِنْهُ عَجَباً، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَامَةِ بِصَبِيٍّ يَوْمَ وُلِدَ قَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله : يَا غُلَام، مَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ الله ، قَالَ: صَدَقْتَ، بَارَكَ اللهُ فِيكَ. ثُمَّ إِنَّ الغُلَامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ، قَالَ: قَال أَبِي: فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ اليَمَامَةِ» (٥).


(١) قال السمعاني: «شاصونة اسم لجد أبي الفضل العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد الشاصوني، وشاصونة لقب عثمان فيما أظن، وهو شاصونة بن عبيد بن معرض بن عبد الله بن معيقيب اليمامي، (ثم ذكر السمعاني قصته هذه، ثم قال): ووقع هذا الحديث لنا بأسانيد أكثرها واهية». الأنساب (٣/ ٣٧٦).
(٢) بالفتح، بلد باليمن. انظر: معجم البلدان (٢/ ٢٤٠).
(٣) مُعْرِض: بضم الميم وسكون العين وكسر الراء المخففة.
انظر: المؤتلف والمختلف (٤/ ٢١٤٥)، الإكمال (٧/ ٢١١)، توضيح المشتبه (٨/ ٢١٢).
ووقع في بعض مصادر التخريج مُعرِّض بتشديد الراء، وهو خطأ.
(٤) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل، والصواب إثباته كما في مصادر التخريج، ثم إنَّ الراوي لهذا الحديث هو معرض بن مُعيقيب، وقد ذُكر في الصحابة، وسيورده المصنف في الجزء الحادي والثلاثين عن شيخ آخر على الصواب.
(٥) ضعيف جدًّا.
أخرجه ابن النقور في الفوائد الحسان (ص ٧٢ ـ تخريج ابن الأخضر) من طريق أبي محمد الجوهري.
وأخرجه الحُرفي في أماليه (ل ٢٢٣/ ب ـ مجموع ٤٦)، ومن طريقه ابن النقور في الموضع السابق، وابن دحية في الآيات البينات (ص ٣٢٨)، عن القطيعي به.
وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (٣/ ١٣٤)، وأبونعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٦٥٠)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٥٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٤٤٢)، والسِّلفي في الجزء الحادي والثلاثين من هذه المشيخة (ل: ٣٠٨/ ب)، وفي الطيوريات (٢/ ٥٤٢ ـ ٥٤٥) من طرق عن محمد بن يونس الكُديمي به.
وهذا الحديث اتُّهم به الكُديمي، وهو متروك الحديث، قال محمد بن قريش: «دخلت على موسى بن هارون الحمال منصرفي من مجلس الكُديمي، فقال لي: ما الذي حدَّثكم الكُديميُّ اليوم؟ فقلت: حدَّثنا عن شاصوية بن عبيد اليمامي بحديث، وذكرته له، وهو حديث مبارك اليمامة، فقال موسى بن هارون: أشهدُ أنَّه حدَّث عمَّن لم يُخلق بعد … ». وذكر قصة فيها أنَّه نُقل هذا الكلام إلى الكديمي، فحدَّثهم بأحاديث عن أئمة جبال، ثم لما بلغ الخبر إلى موسى لم يذكر الكديمي بعد ذلك إلاَّ بخير.
انظر: تاريخ بغداد (٣/ ٤٤٣)، واتهمه أيضاً بوضعه ابنُ دحية في الآيات البينات (ص ٣٢٩).
والكُديمي كما تقدَّم غير مرة متروك، بل اتَّهمه الدارقطني وغيرُه بوضع الحديث، كما في سؤالات السهمي (ص ١١٢).
وذكر الخطيب في تاريخه (٣/ ٤٤٣)، والسلفي في الطيوريات (٢/ ٥٤٦) قصة عن عثمان بن عبد الله العجلي مستملي ابن شاهين ـ في كون شاصونة هذا معروف ـ أنَّه قال: «سمعت بعض شيوخنا يقول: لَمَّا أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناسُ وقالوا: هذا كذب، مَن هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قومٌ من الرحالة مِمَّن جاؤوا من عدن، فقالوا: وصلنا قرية يُقال لها الجردة، فلقينا بها شيخاً فسألناه عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم، فكتبنا عنه وقلنا ما اسمك؟ قال: محمد بن شاصونة بن عُبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه».
وهذه القصة رواتها مجاهيل، قال الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن شاصونة: «عن أبيه مبارك اليمامة، وعنـ[ـه] قوم من الرحالة، تفرَّد بذلك أبو عبد الله العجلي مستملي ابن شاهين، عن بعض شيوخه، ولم يسمعه عنهم، ومحمد مجهول». اللسان (٥/ ١٩٨).
قلت: وقد جاء الحديث بإسناد آخر، أخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه
(ص ٣٥٤) ومن طريقه البيهقي في الدلائل (٦/ ٦٠)، والخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ٤٤٤) عن العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد، عن أبيه، عن جدِّه شاصونة به.
والعباس بن محبوب أبو الفضل المعروف بابن شاصونة بصري الأصل، قال مسلمة بن قاسم: «ضعيف الحديث، لا يُكتب حديثه، وكان لي صديقاً». اللسان (٣/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>