وهو في مسند أحمد (٣/ ٢٥٩)، ومن طريقه أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٣/ ١٢٨). وأخرجه العقيلي في الضعفاء (٢/ ٩)، وتمام في الفوائد (١/ ٢٠٤)، وابن بطة في الإبانة (١/ ٤١١)، ومكرم بن أحمد البزاز في الجزء الأول من فوائده (ل ٣٣/ أـ مجموع ٦٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ١٩٧) من طرق عن موسى بن داود به. وقد خولف موسى بن داود في إسناده، فأخرجه ابن بطة في الإبانة (١/ ٤١٢) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله العمري، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين مرسلاً. وعبد الله بن وهب ثقة إمام، ولعل الوهم في الرواية الأولى من موسى بن داود، فهو صدوق فقيه زاهد له أوهام، كما في التقريب. أو أنَّ الاضطراب فيه من عبد الله بن عمر العمري، فهو ضعيف، ويؤيِّد هذا أنَّه روي عنه من وجه آخر، أخرجه البيهقي في الشُّعب (١٩/ ٣٩٨) من طريق أبي همام محمد بن محبب، عن عبد الله العمري، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً. وعلى كلٍّ فالسند ضعيف من أجل العمري، وقد خولف من الوجه الذي رواه المصنف، خالفه جماعة من الثقات فرووه عن الزهري، عن علي بن الحسين مرسلاً، منهم: ـ الإمام مالك في الموطأ (٢/ ٤٨٧) (٢٦٢٨). ـ معمر بن راشد، عند عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٣٠٧)، والبيهقي في الشُّعب (٩/ ١٥٨). ـ زياد بن سعد، عند العدني في الإيمان (ص ١١)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص ٥٥)، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ١٩٧). ـ يونس بن يزيد، عند ابن وهب في الجامع (١/ ٤٨)، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ١٤٤). ورواية هؤلاء أرجح من رواية العمري الضعيف، وفيهم مثل مالك ومعمر، وقد رجَّح الأئمَّة في هذا الحديث الإرسال على الوصل، كالبخاري والترمذي والعقيلي، والدارقطني وغيرهم. وفيه غير لون من الاختلاف فيه على الزهري. انظر: التاريخ الكبير (٤/ ٢٢٠)، العلل للدارقطني (٣/ ١٠٨ ـ ١١٠)، الجامع للترمذي (٤/ ٤٨٤)، الضعفاء للعقيلي (٢/ ٩)، شعب الإيمان (٩/ ٢٥٩)، جامع العلوم والحكم (١/ ٢٨٧ ـ ٢٨٨)، أحاديث الزهري المعلة في علل الدارقطني (٢/ ٤٥٣ ـ ٥٦١)، (٣/ ١٢٦٩ ـ ١٢٧٩). وروي الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة، أخرجه الترمذي في جامعه (٤/ ٤٨٣) (٢٣١٧)، وابن ماجه في سننه (٢/ ١٣١٥) (٣٩٧٦)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ١/ ٤٦٦)، والبيهقي في الشُّعب (٩/ ٢٥٩)، وغيرُهم من طرق عن الأوزاعي، عن قرَّة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به. وهذا السند معلول مخالف لما رواه مالك وغيرُه، وقرَّة بن عبد الرحمن صدوق له مناكير كما في التقريب. وذكر الحافظ هذا الطريق وقال: «أخطأ فيه قرَّة، والمحفوظ: مالك، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن النَّبِيِّ ﷺ مرسلاً». الإتحاف (١٦/ ١/ ٢٠٥). وقد اختلف على الأوزاعي في هذا الحديث من وجوه، وذكر الدارقطني هذا الاختلاف في العلل (٨/ ٢٥ ـ ٢٨)، ثم قال: «والصحيح حديث الزهري عن علي بن الحسين مرسلاً». فالصواب في هذا الحديث الإرسال، والله تعالى أعلم.